من قصيدة بانت سعاد: كانَتْ مَوَاعيدَ عُرْقُوبٍ لها مثلاً ... وما مواعيدُها إلاَّ الأبَاطِيلُ
16-02-2023
كانَتْ مَوَاعيدَ عُرْقُوبٍ لها مثلاً ... وما مواعيدُها إلاَّ الأبَاطِيلُ
(عُرْقُوبٌ) رجلٌ من العَمَالِيقِ، وهوَ عُرْقُوبُ بنُ مَعِيدٍ، أوْ مَعْبِدٍ، أحدُ بني عبدِ شمسِ بنِ ثعلبةَ، وكانَ منْ حدِيثِهِ أنَّهُ وَعَدَ رجلاً ثمرةَ نخْلَةٍ، فجَاءَهُ الرجلُ حينَ أطْلَعَتْ، فقالَ: دَعْهَا حتَّى تَصِيرَ بلحاً، فلمَّا أبْلَحَتْ قالَ: دَعْهَا حتَّى تصيرَ رُطَباً، فلَمَّا أرْطَبَتْ، قالَ: دَعْهَا حتَّى تصيرَ تمراً، فلَمَّا أتْمَرَتْ عَمِدَ إليها بالليلِ وجَذَّهَا فلمْ يُعْطِهِ منها شيئاً، فصارَ مثلاً في الخُلْفِ، فقيلَ: أخْلَفُ مِنْ عُرْقُوبٍ.
قالَ الأشجعيُّ:
وَعَدْتَ وكانَ الخُلْفُ منكَ سَجِيَّةً مَوَاعيدَ عُرْقُوبٍ أَخَاهُ بِيَتْرَبَ
الناسُ يرْوُونَ: (أَخَاهُ بيَثْرِبَ)، يعْنُونَ بِيَثْرِبَ مدينةَ النبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، ويقولونَ: إنَّهُ كانَ رجلاً منْ سُكَّانِ يَثْرِبَ. والصحيحُ ما ذَكَرَهُ (ابنُ الكَلْبِيِّ) أنَّ رِوَايَةَ (عُرْقُوبٍ أَخَاهُ بِيَتْرَبَ) بالتاءِ وفتحِ الراءِ، وذكرَ أنَّ يَتْرَبَ موضعٌ يَقْرُبُ من اليمامةِ، وهذا البيتُ يُؤَكِّدُ ما تقدَّمَهُ منْ أنَّ هذهِ المرأةِ لا تَفِي بموعودِها إذا وعَدَتْ، فمَوَاعيدُها كمواعيدِ عُرْقُوبٍ الذي سارَ بهِ المثلُ في الخُلْفِ.