فما تدُومُ على حالٍ تكونُ بها ... كما تَلَوَّنُ في أثوابِها الغُولُ

كأنَّ هذا البيتَ إيضاحٌ لِمَا قبلَهُ في أنَّها لا تدُومُ على حالةٍ واحدةٍ، وتتلَوَّنُ ألْوَاناً كما تتَلَوَّنُ الغولُ. وحقيقةُ الغولِ أنَّ كُلَّ ما اغتالَ الإنسانَ فأهلَكَهُ فهوَ غُولٌ، والعربُ تُسَمِّي كلَّ داهيَةٍ غُولاً على التهويلِ والتعظيمِ؛ على ما جَرَتْ عادَتُهم في غيرِها من الأشياءِ التي لا أصلَ لها ولا حقيقةَ كالعنقاءِ والهديلِ وغيرِهما، وقدْ قالَ بعضُ المُتَأَخِّرينَ شعراً:

الجُودُ والغُولُ والعنقاءُ ثلاثةٌ+ أسماءُ أشياءَ لمْ تُخْلَقْ ولَمْ تَكُنِ.