رواية ابن شبة:

حَدَّثَنا سويْدُ بْنُ سَعيدٍ والحَسَنُ بْنُ عُثْمانَ قالا: حَدَّثَنا الوَليدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَن الزُّهْري، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائِشَةَ  رضي الله عنها: أنَّ فاطِمَةَ بِنْتَ رَسولِ الله ﷺ أرْسَلَتْ إِلَى أبي بَكْر  رضي الله عنه تَسْألُهُ ميراثَها مِنْ رَسولِ الله ﷺ مِمّا أفاءَ الله عَلَى رَسولِهِ. وَفاطِمَةُ حينَئِذٍ تَطْلُبُ صَدَقَةَ النبي ﷺ الَّتي بِالمَدينَةِ وَفَدَكَ وَما بَقي مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ. فَقالَ أبو بَكْرٍ  رضي الله عنه: إِنَّ رَسولَ الله قالَ: «لا نورَثُ، ما تَرَكْنا فَهو صَدَقَةٌ، إِنَّما يأكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذا المالِ».

وإنّي لا أُغَيِّرُ شَيْئاً مِنْ صَدَقَةِ رَسولِ الله عَنْ حالِها الَّتي كانَتْ عَلَيْها في عَهْدِ رَسولِ اللهِ، وَلأعْمَلَنَّ فيها بِما عَمِلَ رَسولُ اللهِ. فأبَى أبو بَكْرٍ  رضي الله عنه أنْ يَدْفَعَ إِلَى فاطِمَةَ  رضي الله عنها مِنْها شَيْئاً. فَوَجَدَتْ فاطِمَةُ عَلَى أبي بَكْرٍ  رضي الله عنه في ذَلِكَ، فَهَجَرَتْهُ، فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى توفّيتْ، وَعاشَتْ بَعْدَ رَسولِ الله سِتَّةَ أشْهُرٍ. فَلَمّا توفّيتْ دَفَنَها زَوْجُها عَلي لَيْلاً وَلَمْ يُؤْذِنْ بِها أبا بَكْرٍ، وَصَلَّى عَلَيْها عَلي  رضي الله عنه([1]).

 

([1])       تاريخُ المَدينَةِ (1/127).