تمهيد

لَمّا وَقَعَتْ حادِثَةُ السَّقيفَةِ وَتَمَّت البَيْعَةُ لأبي بَكْرٍ وَكانَتْ كَما قالَ عُمَرُ: «فَلْتَةً»، بِمَعْنَى أنَّهُ لم يُحَضَّرْ لَها؛ أخَذَ عَلي بْنُ أبي طالِبٍ في نَفْسِهِ كَيْفَ أنَّهُ لم يَشْتَرِكْ في الشّورَى، أوْ أنَّهُ كانَ يَرَى أنَّهُ أحَقُّ بِالأمْرِ. هَذانِ احْتِمالانِ:

الأوَّلُ: أنَّ عَلي بْنَ أبي طالِبٍ كانَ يَرَى أنَّهُ أحّقُّ بِالأمْرِ مِنْ أبي بَكْرٍ الصِّدّيقِ.

الثّاني: أنَّهُ يَرَى وُجوبَ حُضورِهِ الشّورَى.

وَكَذا وَرَدَ أنَّ فاطِمَةَ مُنِعَتْ ميراثها مِنْ رَسولِ الله ﷺ بَعْدَ وَفاتِهِ، وأنَّها ــ بِناءً عَلى ذَلِكَ ــ غَضِبَتْ فَهَجَرَتْ أبا بَكْرٍ حَتّى توفّيتْ.

وَمِنْ خِلالِ دِراسَتِنا لِحَديثِ عائِشَةَ الوارِدِ في هَذا البابِ نُحاوِلُ أنْ نَصِلَ إِلى الصَّحيحِ في هَذا المَوْضوعِ.