هناك أمور مكروهة قد تقع من المصلي أثناء صلاته، فننبه عليها حتىٰ تجتنب:

1 ــــ الالتفات بدون حاجة: إن مجرد الالتفات عن يمين أو عن شمال فهو مكروه؛ لقول النبي ﷺ: «هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد»([1]).

وبعض الناس يظنُّ أن هذا الالتفات يبطل الصلاة وهذا غير صحيح، بل ينقص أجرها ولا يبطلها، وإنما الذي يبطل الصلاة الالتفات بالجسد عن القبلة، أما مجرد التفات الرقبة أو العين؛ فإنه مكروه ولا يفسد الصلاة.

وأما مجرد النظر إلىٰ السماء فمحرم ولا يبطل الصلاة أيضاً، فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لينتهينَّ أقوام يرفعون أبصارهم إلىٰ السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم»([2])؛ أي: يخطف الله أبصارهم ــ والعياذ بالله ــ.

وإذا كان الالتفات لحاجة فليس بمكروه ولا بأس به؛ لأنه ﷺ كان يصلي في شعب أبي طالب ويلتفت، وذلك أنه كان قد أرسل فارساً يحرس، فكان يلتفت وينظر إليه ﷺ([3]).

2 ــــ تغميض العينين، فيكره للإنسان أن يغمض عينيه، وقد سئل الإمام أحمد رحمه لله عن تغميض العينين فقال: «إنه فعل يهود»([4])، والمسلم مطالب بمخالفة اليهود، ولكن إذا كان تغميض العينين لحاجة، كأن تشغله بعض الصور التي أمامه أو الكتابات التي تكون في بعض المساجد أو البيوت أو ينشغل بالنظر إلىٰ السجاد أو غيره، ويرىٰ أنه إذا أغمض عينيه خشع، وإذا فتح عينيه انشغل بهذه المناظر؛ فإنه لا بأس أن يغمض عينيه؛ لأن الأصل هو الخشوع، أما إذا استوىٰ عنده تغميض العينين وفتحهما؛ ففتحهما هو الأصل.

3 ــــ حمل مشغل من دون حاجة، كأن يحمل ولده وهو لا يحتاج إلىٰ حمله في أثناء الصلاة، وذلك أنه ينافي الخشوع، وفيه كثرة حركة.

4 ــــ افتراش الذراعين في السجود، فإذا سجد وضع ذراعيه: ساعده ومرفقه علىٰ الأرض، وهذا منهي عنه لقول النبي ﷺ: «لا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب»([5]).

5 ــــ العبث والحركة بدون حاجة، وسيأتي تفصيل أقسام الحركة في الصلاة([6]).

6 ــــ التخصر؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله ﷺ نهىٰ أن يصلي الرجل مختصراً([7])، والتخصر أن يضع الرجل يده علىٰ خاصرته في الصلاة.

7 ــــ كَفْتُ الثياب، وهو أن يَضمَّ ثوبه بعضه إلىٰ بعض ويجمعه، فالنبي ﷺ نهىٰ عن أن يَكْفِتَ المصلي الشعر والثياب([8]).

8 ــــ اشتمال الصماء، لنهي النبي ﷺ عن ذلك([9])، وهو أن يلْتَحِفَ بالثوب ولا يجعل ليديه مخرجاً، فهو يمنع من الإتيان بأفعال الصلاة، ولأنه لو قُدر له أذىٰ أو نحوه؛ لما أمكنه من دفعه.

9 ــــ مدافعة الأخبثين، وهما البول والغائط، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا صلاة بحضرة الطعام، ولا هو يدافعه الأخبثان»([10])، فيقضي حاجته ثم يصلي؛ حتىٰ يؤدي الصلاة بأكمل وجه، وبخشوع تام.

10 ــــ التَّبَسُم، وأكثر أهل العلم علىٰ أن التبسم لا يُفسد الصلاة، وإنما هو ينافي الخشوع، ونقل ابن المنذر الإجماع علىٰ أن الضحك هو الذي يُفسد الصلاة([11])، وقال النووي: «هو محمول علىٰ من بان منه حرفان»([12]).

 

([1])    أخرجه البخاري (751)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

([2])   أخرجه مسلم (428).

([3])   أخرجه أبو داود (916).

([4])   «المغني» لابن قدامة (1/696).

([5])   أخرجه البخاري (822)، ومسلم (493)، من حديث أنس رضي الله عنه.

([6])   ص99.

([7])   أخرجه البخاري (1220)، ومسلم (545).

([8])   أخرجه مسلم (490)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما..

([9])   أخرجه البخاري (367)، من حديث أبي سعيد رضي الله عنه، ومسلم (2099)، من حديث جابر رضي الله عنه.

([10]) أخرجه مسلم (560).

([11]) «الإجماع» (3/253).

([12]) «المجموع» (4/89).