قال الإمام ابن القيم رحمه لله: «لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمداً من أعظم الذنوب، وأكبر الكبائر، وأن إثمه عند الله أعظم من إثم قتل النفس وأخذ الأموال، ومن إثم الزنا والسرقة وشرب الخمر، وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة»([1]).

قال الله تعالىٰ في الكفار: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ﴾ [المدثر]، فذكر أول ما ذكر تركَ الصلاة.

وعن أنس رضي الله عنه؛ أن النبي ﷺ قال: «أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله»([2]).

وعن عبد الله بن شقيق قال: كان أصحاب النبي ﷺ لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة([3]).

وقال ﷺ: «إنه أتاني الليلة آتيان ــ أي: في رؤياه ــ فقالا لي: انطلق، فأتينا علىٰ رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة برأسه، فيثلغ رأسه، فيتدهده الحجر، فيأخذه فلا يرجع إليه حتىٰ يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولىٰ.

فقال ﷺ: سبحان الله ما هذا؟! فقالا لي: إنه الرجل يأخذ القرآن، فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة»([4]).

قال الإمام أحمد رحمه لله: «إنما حظهم من الإسلام علىٰ قدر حظهم من الصلاة، ورغبتهم في الإسلام علىٰ قدر رغبتهم في الصلاة»([5]).

هكذا جعل أئمة الإسلام منزلة الصلاة بمنزلة الإسلام، ولهذا كانت آخر وصية أوصىٰ بها النبي ﷺ وهو علىٰ فراش الموت: «الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم».

وأول شرط من شروط صحة الصلاة: الطهارة، ولنشرع في بيان أحكامها.

 

([1])    «الصلاة وحكم تاركها» ص12.

([2])   أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (1859).

([3])   أخرجه الترمذي (2622).

([4])   أخرجه البخاري (7047)، من حديث سمرة رضي الله عنه.

([5])   «كتاب الصلاة» ص54.