عمر يأتي إلى بيت علي فيدفع الباب حتى يكسر ضلع فاطمة ويسقط جنينها، ثم يُؤْخذ علي ليبايع بالإجبار([1])، هل هذا مقبول في نظركم؟

أما في نظري فغير مقبول، وذلك لأمور([2]):

كيف يحدث هذا دون أن يحرك علي ساكناً؟

لو حدث هذا لأحدكم إخواني، فهل تصنعون كما صنع علي، أم تظهر بطولاتكم؟

كيف بعد هذه الحادثة يزوج علي أم كلثوم بنت فاطمة لعمر؟

لا تقولوا: إنه عجز، وهو من هو الذي كما يقول علماؤكم حمل باب خيبر بيد واحدة، وهو لا يحمله أربعون([3]).

لا ينكر هذه الواقعة الشيعة، بل يستثمرونها للنيل من الصحابة، فقد سئل الخوئي عن هذه الواقعة: هل الروايات التي يذكرها خطباء المنابر وبعض الكُتَّاب عن كسر (عمر) لضلع السيدة فاطمة صحيحة برأيكم؟

فأجاب: «ذلك مشهور معروف والله العالم»([4]).

وقد شكك([5]) في هذه الخرافة بعض العقلاء، منهم ــ في العصر الحاضر ــ المرجع محمد حسين فضل الله، لكنه قوبل بسيل جارف من الاتهامات حتى أخرجوه من التشيع، كما يذكر جعفر الشاخوري، أنه ــ يعني: فضل الله ــ دعا كبار العلماء على مستوى العالم الإسلامي لدراسة الحوادث التاريخية وأسباب الخلاف ومعالجتها بشكل موضوعي وعلمي من خلال القرآن الكريم، ومن الأمور التي أنكرها، والتي زادت من حدة الهجوم عليه هي مناقشته ورده لكثير من الروايات التاريخية التي تتكلم عن الهجوم على بيت فاطمة رضي الله عنها، وحادثة كسر ضلعها([6]).

 

([1])     انظر: «الهداية الكبرى» للخصيبي (407)، و«بحار الأنوار» (28/308)، (43/197)، (53/18)، «تلخيص الشافي» للطوسي (3/76)، «شرح ابن أبي الحديد» (6/21) (20/147)، و«مقاتل الطالبيين» لأبي الفرج الأصبهاني (ص315)، «مروج الذهب» للمسعودي (3/77)، و«إثبات الوصية» له (ص124).

([2])       وممن أنكرها ممن ينتسب للتشيع: ابن أبي الحديد المعتزلي الرافضي، وفي العصر الحالي أحمد الكاتب، وشكك فيها المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله، وقد هوجما لأجل هذا الموقف وشنع عليهما، واتهموهما بالخروج من المذهب. وسيأتي طرف من ذلك.

([3])    انظر: «بحار الأنوار» (21/26).

([4])    «صراط النجاة» (3/314) السؤال (980).

([5])    ومنهم: أحمد الكاتب، وله كتاب بعنوان «أسطورة مظلومية الزهراء».

([6])    «مرجعية المرحلة وغبار التغير» (ص24، 428). والحوزة العلمية تدين الانحراف للمشهدي وقد أنشئ موقع إلكتروني كامل في تكفير فضل الله اسمه «ضلال نت» www.zalaal.net