جُلُّ رواة الشيعة الكبار ــ إن لم يكونوا كلهم ــ كوفيون، مع أن عليّاً صلى الله عليه وآله وسلم: عاش في مكة ثنتين وعشرين سنة، وعاش في المدينة ستاً وثلاثين سنة، وعاش في الكوفة أربع سنوات وأشهر، وقبره هناك!!

والحسن: عاش في المدينة، ثنتين وأربعين سنة متفرقة، وقبره هناك، وعاش في الكوفة خمس سنوات.

والحسين: عاش في المدينة إحدى وخمسين سنة متفرقة، وعاش في الكوفة خمس سنوات تقريباً.

وعلي بن الحسين: عاش كل حياته في المدينة، وقبره هناك، وإنما دخل الكوفة أياماً بعد استشهاد الحسين.

ومحمد بن علي الباقر: عاش كل حياته في المدينة، وفيها توفي، وقبره هناك.

وجعفر بن محمد الصادق: عاش كل حياته في المدينة ومسجده فيها، وفيها توفي، وقبره هناك.

بينما أكثر الرواة الكبار كوفيون كيف نصدق هذا؟!!

وهم: زرارة بن أعين، بريد بن معاوية، أبو بصير، محمد بن مسلم، جابر الجعفـي، هشام بن الحكم، هشام ابن سالم، مؤمـن أو شيطان الطاق، وغيرهم كثير.

هـذا مع مـا اشـتهر عـن علي صلى الله عليه وآله وسلم([1])، والحسن([2]) والحسين([3]) رضي الله عنهما، وغيرهم([4]) من الطعن

في أهل الكوفة، وانتظروا ما سنذكره في مقتل الحسين صلى الله عليه وآله وسلم.

 

([1])     قال أمير المؤمنين ؟ا: «لو ميزت شيعتي لما وجدتهم إلا واصفة، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين، ولو تمحّصتهم لما خلص من الألف واحد» «روضة الكافي» (8/338).

وقال عنهم: «ياأشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال، لوددت ُ أنّي لم أركم ولم أعرفكم، معرفةٌ جرّت والله ندماً وأعقبت سَدَماً قاتلكم الله! لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجرَّعتموني نغب التهمام أنفاساً، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان، حتى لقد قالت قريش: إن ّ ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم َ له بالحرب، ولكن ْ لا رأي َ لمن لا يطاع» «نهج البلاغة» (ص70، 71).

([2])    وقال الحسن ؟ا: «أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء، يزعمون أنّهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية ما أحقنُ به من دمي، وآمن به في أهلي خير من أن يقتلونى، فيضيع أهل بيتي، والله لو قاتلتُ معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً، والله لأن أُسالمه وأنا عزيز خيرُ من أن يقتلني وأنا أسير». «الاحتجاج» (2/10). قال المسعودي الشيعي في كتابه: إن الحسن ؟ا لما خطب بعد اتفاقه مع معاوية ؟ا قال: يا أهل الكوفة! لو لم تذهل نفسي عنكم إلا لثلاث خصال لذهلت: مقتلكم لأبي، وسلبكم ثقلي، وطعنكم في بطني، وإني قد بايعت معاوية فاسمعوا وأطيعوا». «مروج الذهب» (2/431).

([3])    وقال الحسين ؟ا في دعائه على شيعته: «اللَّهُمَّ إنْ متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا تُرْضِ الولاة عنهم أبداً، إنَّهم دَعَوْنا لينصرونا ثم عَدَوا علينا فقتلونا» «الإرشاد المفيد» (ص241). وقد خاطبهم مرة أخرى ودعا عليهم، فكان مما قال: «لكنكم استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدباء، وتهافتم كتهافت الفراش، ثم نقضتموها،... ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلوننا، ألا لعنةُ الله على الظالمين» «الاحتجاج» (2/24).

([4])    منهم: الإمام زين العابدين ؟ا قال لأهل الكوفة: «هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق، ثم قاتلتموه وخذلتموه... بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله يقول لكم: قاتلتم عترتي، وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي» «الاحتجاج» (2/32)، وقال أيضاً عنهم: «إن هؤلاء يبكون علينا فَمَنْ قتلَنا غيرُهم؟» «الاحتجاج» (2/29).

             وقال الباقر ؟ا: «لو كان الناس كلّهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكاً والربع الآخر أحمق». «رجال الكشّي» (ص79)، «أصول الكافي» (1/496).

             وقال الصادق ؟ا: «أما والله لو أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت ُ أن أكتمهم حديثاً». «أصول الكافى» (1/496).

             وقالت زينب بنت علي رضي الله عنها: «يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر والخذلان ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون، أتبكون أخي؟ أجل والله فابكوا، فإنكم أحرى بالبكاء، فابكوا كثيراً، واضحكوا قليلاً، فقد أبليتم بعارها، ومنيتم بشنارها وبؤتم بغضب من الله، وضُربت عليكم الذلة والمسكنة» «بحار الأنوار» (45/162 ــ 163).