يا من ترىٰ ما في الضمير وتسمع

أنت المُعَدُّ لكل ما يُتوقع

يا من يُرَجَّىٰ للشدائد كلهــا

يا من إليه المشتكىٰ والمفزع

يا من خزائن رزقه في قول كن

امنن فإن الخير عندك أجمع

ما لي سوىٰ فقري إليك وسيلة

فبالافتقار إليك فقري أدفع

ما لي سوىٰ قرعي لبابك حيلة

فلئن رددت فأي باب أقرع

ومن الذي أدعو وأهتف باسمه

إن كان فضلك عن فقير يمنع

حاشا بجودك أن تُقَنِّط عاصياً

الفضل أجزل والمواهب أوسع

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة

فلقد علمت بأن عفوك أعظم

إن كان لا يرجوك إلا محسن

فبمن يلوذ ويستجير المجرم

يا من يرىٰ مد البعوض جناحها

في ظلمة الليل البهيم الأليل

امنن عليّ بتوبة تمحو بها

ما كان مني في الزمان الأول

يا من ألوذ به فيما أؤمله

ومن أعوذ به مما أحاذره

لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره

لا يهــيظون عظماً أنت جابره

نحن ندعو الإلٰه في كل كرب

ثم ننساه عند كشف الكروب

كيف نرجو إجابة لدعاء قد

سددنا طريقهــا بالذنوب

فليتك تحلو والحياة مريرة

وليتك ترضىٰ والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر

وبيني وبين العالمين خراب

إن كان منك الودُّ فالكل هَيِّن

وكل الذي فوق التراب تراب

لا تقصدن إلىٰ ابن آدم حاجة

وسل الذي أبوابه لا تحجب

الله يغضب إن تركت سؤاله

وبني آدم إن سألته يغضب

لا تكن آيساً وارجُ الكريم لما

أسلفت من زلة لكن علىٰ وجل

وقف علىٰ بابه المفتوح منكسراً

تجزم بتسكين ما في النفس من علل

وارفع له قصة الشكوىٰ وسله إذا

جن الظلام بقلب غير مشتغل

ولازم الباب واصبر لا تكن عجلاً

واخضع له وتذلل وادع وابتهل

ونادِ يا مالكي قد جئت معتذراً

عساك بالعفو والغفران تسمح لي

فإنني عبد سوء قد جنىٰ سفهاً

وضيع العمر بين النوم والكسل

وغره الحلم والإمهال منك له

حتىٰ غدا في المعاصي غاية المثل

وليس لي غير حسن الظن فيك

فإن رددتني فشقاء كان في الأزل

حاشاك من رد مثلي خائباً جزعاً

والعفو أوسع يا مولاي من زللي

ولم أكن بك يوماً مشركاً وإلىٰ

دين سوىٰ دينك الإسلام لم أمل

وكان ذلك فضلاً منك خدت به

وليس ذاك بسعي كان من قبلي

أتهزأ بالدعاء وتزدريه

وما تدري ما صنع الدعاء

سهام الليل لا تخطي ولكن

لها أمد وللأمد انقضاء