أبيات شعرية
16-02-2023
|
يا من ترىٰ ما في الضمير وتسمع |
أنت المُعَدُّ لكل ما يُتوقع |
|
يا من يُرَجَّىٰ للشدائد كلهــا |
يا من إليه المشتكىٰ والمفزع |
|
يا من خزائن رزقه في قول كن |
امنن فإن الخير عندك أجمع |
|
ما لي سوىٰ فقري إليك وسيلة |
فبالافتقار إليك فقري أدفع |
|
ما لي سوىٰ قرعي لبابك حيلة |
فلئن رددت فأي باب أقرع |
|
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه |
إن كان فضلك عن فقير يمنع |
|
حاشا بجودك أن تُقَنِّط عاصياً |
الفضل أجزل والمواهب أوسع |
|
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة |
فلقد علمت بأن عفوك أعظم |
|
إن كان لا يرجوك إلا محسن |
فبمن يلوذ ويستجير المجرم |
|
يا من يرىٰ مد البعوض جناحها |
في ظلمة الليل البهيم الأليل |
|
امنن عليّ بتوبة تمحو بها |
ما كان مني في الزمان الأول |
|
يا من ألوذ به فيما أؤمله |
ومن أعوذ به مما أحاذره |
|
لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره |
لا يهــيظون عظماً أنت جابره |
|
نحن ندعو الإلٰه في كل كرب |
ثم ننساه عند كشف الكروب |
|
كيف نرجو إجابة لدعاء قد |
سددنا طريقهــا بالذنوب |
|
فليتك تحلو والحياة مريرة |
وليتك ترضىٰ والأنام غضاب |
|
وليت الذي بيني وبينك عامر |
وبيني وبين العالمين خراب |
|
إن كان منك الودُّ فالكل هَيِّن |
وكل الذي فوق التراب تراب |
|
لا تقصدن إلىٰ ابن آدم حاجة |
وسل الذي أبوابه لا تحجب |
|
الله يغضب إن تركت سؤاله |
وبني آدم إن سألته يغضب |
|
لا تكن آيساً وارجُ الكريم لما |
أسلفت من زلة لكن علىٰ وجل |
|
وقف علىٰ بابه المفتوح منكسراً |
تجزم بتسكين ما في النفس من علل |
|
وارفع له قصة الشكوىٰ وسله إذا |
جن الظلام بقلب غير مشتغل |
|
ولازم الباب واصبر لا تكن عجلاً |
واخضع له وتذلل وادع وابتهل |
|
ونادِ يا مالكي قد جئت معتذراً |
عساك بالعفو والغفران تسمح لي |
|
فإنني عبد سوء قد جنىٰ سفهاً |
وضيع العمر بين النوم والكسل |
|
وغره الحلم والإمهال منك له |
حتىٰ غدا في المعاصي غاية المثل |
|
وليس لي غير حسن الظن فيك |
فإن رددتني فشقاء كان في الأزل |
|
حاشاك من رد مثلي خائباً جزعاً |
والعفو أوسع يا مولاي من زللي |
|
ولم أكن بك يوماً مشركاً وإلىٰ |
دين سوىٰ دينك الإسلام لم أمل |
|
وكان ذلك فضلاً منك خدت به |
وليس ذاك بسعي كان من قبلي |
|
أتهزأ بالدعاء وتزدريه |
وما تدري ما صنع الدعاء |
|
سهام الليل لا تخطي ولكن |
لها أمد وللأمد انقضاء |