نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين 110 - النقطة 6
نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين 110 - النقطة 6
30-03-2023
[6] قوله: «إنه ليست للأئمة الأربعة عند السُّنة من المنزلة ما لأئمة الشيعة عند أتباعهم».
أقول: نعم الأمر كما قال، بل فوق ما يقول، ولكن هـٰذا هو ما ننتقده عليهم؛ لأنه غلو قد فاق كلّ التصورات لم ينزل الله به من سلطانٍ. وها هي بعض صور الغلوّ عندهم من كتبهم ومقالاتكم:
- روىٰ الصّدوق عن النبي أنه قال: «أعطيت ثلاثاً وعلي مشاركي فيها، وأعطي علي ثلاثا ولم أشاركه فيها». فقيل: يا رسول الله وما الثلاث التي شاركك فيها علي ؟ز؟ قال: «لواء الحمد لي وعلي حامله، والكوثر لي وعلي ساقيه، والنار لي وعلي قسيمها. وأمّا الثلاث التي أعطىٰ ولم أشاركه فيها: فإنه أعطي شجاعة لم أعط مثله، وأعطي فاطمة الزهراء زوجه ولم أعط مثلها، وأعطي ولديه الحسن والحسين عليهما السلام ولم أعط مثلهما»([1]).
- وهـٰذا الحائري الأحقاقي، وقد سئل عن قول النبي لعلي: «إذا فاضت نفسي المقدسة فتناولها بيدك وامسح بها وجهك». فأجاب الحائري بقوله: «النفس هنا معناها الروح، يعني خرجت روحي من جسدي؛ فتبارك بها وامسح بها وجهك، ولأنّ روحه الزّكية أفضل روحٍ وأشرف روحٍ بين الأرواح، فهي مباركةٌ طيبةٌ، هـٰذا إذا كانت روحه البشرية. أمّا إذا كانت النفس اللاهوتية؛ فهي التي تنتقل من معصومٍ إلىٰ معصومٍ بعد وفاة كلٍّ منهم، وهي الملك المسدد الذي جاء في أخبارنا. وفي بعض الروايات تتجسّم كالزّبدة علىٰ شفتي الإمام عند وفاته فيتناولها الإمام من بعده بفمه ويأكلها. وفي بعضها تتجسّم كعصفورٍ فيبلعها وصيه والإمام من بعده كما جرىٰ ذٰلك بين الإمامين الرّضا والجواد»([2]).
- وقال الخميني: «فإنّ للإمام مقاماً محموداً ودرجةً ساميةً وخلافةً تكوينيةً تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هـٰذا الكون، وإنّ من ضروريات مذهبنا أنّ لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملكٌ مقرّبٌ ولا نبي مرسلٌ»([3]).
- وعن أبي جعفرٍ محمد بن علي قال: «للإمام عشر علاماتٍ: يولد مختوناً، وإذا وقع علىٰ الأرض وقع علىٰ راحته رافعاً صوته بالشّهادتين، ولا يجنب، وتنام عينه ولا ينام قلبه، ولا يتثاءب، ولا يتمطي، ويرىٰ من خلفه كما يرىٰ من أمامه، ونجوه كرائحة المسك، والأرض موكلةٌ بستره وابتلاعه، وإذا لبس درع رسول الله كانت عليه وفقاً، وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبراً، وهو محدّثٌ إلىٰ أن تنقضي أيامه»([4]).
- وعن يونس بن أبي وهبٍ قال: «دخلت المدينة فأتيت أبا عبدالله، فقلت: جعلت فداك أتيتك ولم أزر أمير المؤمنين علياً؟ قال: بئس ما صنعت، لولا أنك من شيعتنا ما نظرت إليك، ألا تزور من يزوره الله مع الملائكة، يزوره الأنبياء يزوره المؤمنون»([5]).
- وقال المجلسي في ذكر آداب زيارة قبور الأئمة: «وسادسها صلاة ركعتين للزيارة عند الفراغ، فإن كان زائراً للنبي ففي الرّوضة، وإن كان لأحد الأئمة فعند رأسه، ولو صلّاها بمسجد المكان جاز، ورويت رخصةٌ في صلاتهما إلىٰ القبر، ولو استدبر القبلة وصلّىٰ جاز، وإن كان غير مستحسنٍ إلّا مع البعد»([6]).
- وعن علي أنه قال: «والله! قد كنت مع إبراهيم في النّار وأنا الذي جعلتها برداً وسلاماً، وكنت مع نوحٍ في السّفينة فأنجيته من الغرق، وكنت مع موسىٰ فعلّمته التّوراة، وأنطقت عيسىٰ في المهد وعلّمته الإنجيل، وكنت مع سليمان علىٰ البساط وسخّرت له الرّيح»([7]).
فما تقدّم غيضٌ من فيضٍ، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
([1]) «الأنوار النعمانية» (1/16).
([2]) «الدين بين السائل والمجيب» (2/76).
([3]) «الحكومة الإسلامية» (ص52).