[3] حديث علي، ورد عنه من طريقين:

الطريق الأولىٰ معلّةٌ ضعيفةٌ: وهي التي أوردها الشيعي، وفيها تسمية أبي بكرٍ وعمر فقط، وليس فيها ذكر لعلي، من طريق الإمام أحمد([1])، وهي من رواية شريك بن عبد الله النّخعي عن منصورٍ، عن ربعي، عن علي.

قلت: شريكٌ سيء الحفظ، وهو مدلس ولم يصرح بالسماع من منصور، وتقدّم الكلام فيه كثيراً.

وقد أخرجه النّسائي([2])، من طريق أحمد، وفيها زيادةٌ وهي أنّ علياً أجاب بالإجابة نفسها التي أجاب بها أبو بكرٍ وعمر، وهو قوله: ثمّ قال لعلي: ما تقول؟ قال: صدقوا، إنّهم لجيرانك، وحلفاؤك. فتغير وجه النبي . فإذا كان في هذه الإجابة مذمّةٌ؛ فهي قطعاً تلحق كلّ من أجاب بها، أي أبا بكرٍ وعمر وعلياً وحاشاهم، وعلىٰ كل هو من رواية شريك وهو سيء الحفظ ولم يصرح بالسماع من منصور.

الطريق الثانية: وهي التي تخلو من تسمية هؤلاء الثّلاثة، أخرجها أبو داود([3])، وليس من طريق شريكٍ الضّعيف، بل من طريق الثّقة أبان بن صالحٍ([4])، قال أبو داود: حدثنا عبدالعزيز بن يحيىٰ الحرّاني، حدّثني محمد ــ يعني ابن سلمة ــ، عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالحٍ، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراشٍ، عن علي بن أبي طالبٍ، قال: خرج عبدانٌ إلىٰ رسول الله  ــ يعني يوم الحديبية قبل الصّلح ــ، فكتب إليه مواليهم فقالوا: يا محمد، والله ما خرجوا إليك رغبةً في دينك، وإنّما خرجوا هرباً من الرّقّ. فقال ناسٌ: صدقوا يا رسول الله! ردّهم إليهم، فغضب رسول الله ، وقال: «ما أراكم تنتهون يا معشر قريشٍ حتىٰ يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم علىٰ هذا». وأبىٰ أن يردّهم وقال: «هم عتقاء الله عز وجل». ولكنها من رواية محمد بن إسحق وهو وإن كان صدوقا، ولكنه كان مدلساً، ولم يصرح بالسماع من منصور، والله أعلم

 

([1])        «المسند» (1336).

([2])       «السنن الكبرىٰ» (8362).

([3])       «السّنن» (2700).

([4])       قال الحافظ في «تقريب التهذيب» (138): «أبان بن صالح بن عمير بن عبيدٍ القرشي مولاهم، وثّقه الأئمّة، ووهم ابن حزمٍ فجهله وابن عبدالبر فضعّفه».