[5] قولها للنّبي : «أنت الذي تزعم أنك نبي الله».

قلت: هذا حديثٌ ضعيف.

أخرجه أبو يعلىٰ([1])، عن سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن يحيىٰ بن عبّاد بن عبد الله بن الزّبير، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: وكان متاعي فيه خفٌّ، وكان علىٰ جملٍ ناجٍ، وكان متاع صفية فيه ثقلٌ، وكان علىٰ جملٍ ثقالٍ بطيءٍ يبطئ بالرّكب، فقال رسول الله : «حوّلوا متاع عائشة علىٰ جمل صفية، وحوّلوا متاع صفية علىٰ جمل عائشة حتىٰ يمضي الرّكب». قالت عائشة: فلمّا رأيت ذلك قلت: يا لعباد الله! غلبتنا هذه اليهودية علىٰ رسول الله . قالت: فقال رسول الله : «يا أمّ عبد الله ! إنّ متاعك كان فيه خفٌّ وكان متاع صفية فيه ثقلٌ، فأبطأ بالرّكب فحوّلنا متاعها علىٰ بعيرك، وحوّلنا متاعك علىٰ بعيرها». قالت: فقلت: ألست تزعم أنّك رسول الله؟ قالت: فتبسّم. قال: «أو في شكٍّ أنت يا أمّ عبد الله؟». قالت: قلت: ألست تزعم أنّك رسول الله؟ فهلّا عدلت؟ وسمعني أبو بكرٍ وكان فيه غربٌ ــ أي حدّةٌ ــ فأقبل علي فلطم وجهي، فقال رسول الله : «مهلاً يا أبا بكرٍ» فقال: يا رسول الله! أما سمعت ما قالت؟! فقال رسول الله ، فذكره.

فيه: سلمة بن الفضل([2]) ضعفه ابن راهويه. وقال البخاري: «في حديثه بعض المناكير». وقال النسائي: «ضعيف». وقال ابن المديني: «ما خرجنا من الرىٰ حتىٰ رمينا بحديث سلمة». وقال أبو حاتم: «لا يحتج به». وقال أبو زرعة: «كان أهل الرىٰ لا يرغبون فيه لسوء رأيه وظلم فيه».

بينما قال ابن معين: «يتشيع، قد كتب عنه، وليس به بأس».

وقال ابن عدي: «لم أجد لسلمة ما جاوز الحد في الانكار».

وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: «يخالف ويخطئ»([3]).

وقال ابن حجر: «صدوق، كثيرالخطأ»([4]).

وفيه: محمد بن إسحاق؛ مدلّسٌ وقد عنعن فلم يصرّح بالتّحديث.

 

([1])        «المسند» (3/1148).

([2])       «ميزان الاعتدال» (2/ 192).

([3])       «الثقات» (8/287).

([4])       «تقريب التهذيب» (1/248).