مراجعة الشيعي عبدالحسين 66
28-03-2023
مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [66]
5 صفر سنة 1330 هـ
- لا ريب في أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أورث علياً من العلم والحكمة، ما أورث الأنبياء أوصياءهم، حتىٰ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب»
- وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا دار الحكمة وعلي بابها».
- وقال: «علي باب علمي، ومبين من بعدي لأمتي ما أرسلت به، حبه إيمان، وبغضه نفاق..» الحديث.
- وقال صلى الله عليه وآله وسلم، في حديث زيد بن أبي أوفىٰ: «وأنت أخي ووارثي». قال: وما أرث منك؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ما ورث الأنبياء من قبلي».
- ونص صلى الله عليه وآله وسلم في حديث بريدة علىٰ أن وارثه علي بن أبي طالب، وحسبك حديث الدار يوم الإنذار، وكان علي يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «والله إني لأخوه، ووليه وابن عمه، ووارث علمه، فمن أحق به مني؟» وقيل له مرة: كيف ورثت ابن عمك دون عمك؟ فقال: جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بني عبدالمطلب وهم رهط، كلهم يأكل الجذعة، ويشرب الفرق، فصنع لهم مداً من طعام، فأكلوا حتىٰ شبعوا، وبقي الطعام كما هو كأنه له يمس، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «يا بني عبدالمطلب إني بعثت إليكم خاصة، وإلىٰ الناس عامة، فأيكم يبايعني علىٰ أن يكون أخي، وصاحبي، ووارثي؟». فلم يقم إليه أحد، فقمت إليه وكنت من أصغر القوم، فقال لي: «اجلس». ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه، فيقول لي: «اجلس». حتىٰ كان في الثالثة، ضرب بيده علىٰ يدي، فلذلك ورثت ابن عمي دون عمي. وسئل قثم بن العباس ــ فيما أخرجه الحاكم في «المستدرك» والذهبي في «تلخيصه» جازمين بصحته ــ فقيل له: كيف ورث علي رسول الله دونكم؟ فقال: لأنه كان أولنا به لحوقاً، وأشدنا به لزوقا.
قلت: كان الناس يعلمون أن وارث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إنما هو علي، دون عمه العباس وغيره من بني هاشم، وكانوا يرسلون ذلك إرسال المسلمات كما ترىٰ، وإنما كانوا يجهلون السبب في حصر ذلك التراث بعلي وهو ابن عم النبي دون العباس، وهو عمه، ودون غيره من بني أعمامه وسائر أرحامه صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك سألوا علياً تارة، وقثماً أخرىٰ، فأجاباهم بما سمعت، وهو غاية ما تصل إليه مدارك أولئك السائلين، وإلا فالجواب: إن الله عز وجل اطلع إلىٰ أهل الأرض فاختار منهم محمداً فجعله نبيا، ثم اطلع ثانية فاختار علياً، فأوحىٰ إلىٰ نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: أن يتخذه وارثا ووصيا.
قال الحاكم في (3/125) من «المستدرك» بعد أن أخرج عن قثم ما سمعته ــ: حدثني قاضي القضاة أبو الحسن محمد بن صالح الهاشمي، قال: سمعت أبا عمر القاضي يقول: سمعت إسماعيل بن إسحاق القاضي، يقول: وقد ذكر له قول قثم هذا، فقال: إنما يرث الوارث بالنسب، أو بالولاء، ولا خلاف بين أهل العلم أن ابن العم لا يرث مع العم (قال) فقد ظهر بهذا الإجماع أن علياً ورث العلم من النبي دونهم اهـ.
قلت: والأخبار في هذا متواترة، ولاسيما من طريق العترة الطاهرة، وحسبنا الوصية ونصوصها الجلية والسلام. «ش».