[37] حديث الحسن بن علي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: «أنت وارث علمي، ومعدن حكمي، والإمام بعدي».

ملاحظةٌ: كتاب «النصوص علىٰ الأئمّة» الذي عزا إليه الموسوي هذا الحديث مخطوطٌ ولم يطبع حتىٰ تاريخه، فكيف يستدلّ الموسوي علىٰ شيخ الأزهر بكتابٍ مخطوطٍ غير مطبوعٍ إلىٰ اليوم، بل لا توجد نسخةٌ مخطوطةٌ كاملةٌ منه إلّا عند محمد بن مرتضىٰ الكشميري في «النجف» كما ذكر ذلك أغابازرك الطهراني([1]).

أمّا المجلسي؛ فقد ذكر الحديث في «بحار الأنوار» وعزاه إلىٰ «كفاية الأثر» للخزاز القمّي، ولم يعزه إلىٰ الصّدوق.

ويضاف إلىٰ ذلك أنّ الأمانة العلمية تقتضي من الموسوي أن يبين أنّ الكتاب مخطوطٌ، وأنه نقله إمّا من «بحار الأنوار» أو من «غاية المرام» للبحراني، لذلك نجد أنّ محقّق كتاب «المراجعات» ــ وهو حسين الراضي ــ قد شارك في هذا التدليس فلم ينبّه علىٰ ذلك.

تخريج الحديث:

أخرجه هاشمٌ البحراني([2]).

سند الحديث ومتنه:

قال ابن بابويه (هو الصّدوق): حدثنا علي بن الحسين بن محمد قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسىٰ، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله ابن أحمد بن عيسىٰ بن المنصور الهاشمي، قال: حدثنا عمار بن محمد الثّوري قال: حدثنا سفيان، عن أبي الحجاف داود بن أبي عوفٍ، عن الحسن ابن علي عليهما السلام قال: سمعت رسول الله ــ صلّىٰ الله عليه وآله ــ يقول لعلي عليه السلام: «أنت وارث علمي، ومعدن حكمي، والإمام بعدي، فإذا استشهدت فابنك الحسن، فإذا استشهد الحسن فابنك الحسين، وإذا استشهد الحسين فابنه علي، يتلوه تسعةٌ من صلب الحسين أئمّةٌ أطهارٌ». فقلت: يارسول الله! فما أسماؤهم؟ قال: «علي، ومحمد، وجعفرٌ، وموسىٰ، وعلي، ومحمد، وعلي، والحسن، والمهدي من صلب الحسين يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً».

دراسة إسناد الحديث:

الحديث مسلسلٌ بجماعةٍ من المضعّفين عندهم:

  1. في سنده: داود بن أبي عوفٍ، قال محمد الجواهري في كتابه «المفيد» ــ مقرّراً حكم شيخه الخوئي علىٰ هذا الراوي ــ: «من أصحاب الصّادق، نقل العلّامة توثيقه عن ابن عقدة، أقول: توثيق ابن عقدة وإن كان يعتمد عليه؛ إلّا أنه لم يثبت، فإنّ العلّامة ذكره مرسلاً، والطريق مجهولٌ، فالمترجم لم يثبت توثيقه»([3]).
  2. وفيه أيضاً: سفيان بن سعيدٍ الثوري، قال العلّامة الحلّي: «ليس من أصحابنا»([4])، وأدرجه هو وابن داود في القسم الثاني من «كتابه»([5])، وهو مخصّصٌ للضعفاء والمتروكين.
  3. وفيه أيضاً: محمد بن أحمد بن عبدالله، مطعونٌ في دينه ليس إماميا؛ قال الميرزا في «رجاله»: «وفي كتاب الغيبة للشيخ رحمه الله ما يقتضي كونه وعمّه من العامّة»([6])، وأورده في «محمد بن أحمد بن عبيد الله»، والذي يظهر أنهما واحدٌ كما عند الطّوسي في «رجاله»([7]).
  4. وفيه أيضاً: عمار بن محمد الثّوري، قال الشهرودي: «لم يذكروه»([8]).

 

([1])        «الذريعة» (22/179).

([2])       «غاية المرام» (55).

([3])       «المفيد من معجم رجال الحديث» (ص214).

([4])       «الخلاصة» للعلّامة (ص356).

([5])       «الرجال» لابن داود (ص248).

([6])       «قاموس الرجال» للخوئي (16/14).

([7])        ترجمة رقم (259).

([8])       «المستدركات» (6/11).