[26] حديث: «أيها الناس إنه قد أقبل شهر الله، ثمّ ساق الحديث في فضل شهر رمضان». قال علي: فقال يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ قال: «الورع عن محارم الله». ثمّ بكىٰ، فقلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال: «يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر». إلىٰ أن قال: «يا علي أنت وصيي، وأبو ولدي، وخليفتي علىٰ أمّتي في حياتي وبعد موتي، أمرك أمري، ونهيك نهيي».

تخريج الحديث:

أخرجه الصّدوق([1])، عن شيخه محمد بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد الهمداني.

وأخرجه أيضاً([2]) عن مشايخه محمد بن بكر بن النقاش، وأحمد بن الحسن القطان، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي، ومحمد بن إبراهيم بن إسحاق المكتب؛ أربعتهم عن أحمد بن محمد بن سعيدٍ الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضالٍ، عن أبيه، عن الرّضا، عن أبيه، عن الصّادق، به.

سند الحديث ومتنه:

قال الصّدوق في «الأمالي»: حدثنا محمد بن إبراهيم رحمه الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضالٍ، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسىٰ الرّضا، عن أبيه موسىٰ بن جعفرٍ، عن أبيه الصّادق جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر محمد بن علي، عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين، عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي، عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ ؟م، قال: إنّ رسول الله ــ صلّىٰ الله عليه وآله ــ خطبنا ذات يومٍ، فقال: «أيها الناس! إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة»، قال علي: فقال: يا رسول الله! ما أفضل الأعمال في هذا الشّهر؟ قال: «الورع عن محارم الله»، ثمّ بكىٰ، فقلت: يا رسول الله! ما يبكيك؟ فقال: «يا علي! أبكي لما يستحلّ منك في هذا الشّهر»، إلىٰ أن قال: «يا علي! أنت وصيي، وأبو ولدي، وخليفتي علىٰ أمّتي في حياتي وبعد موتي، أمرك أمري، ونهيك نهيي..» الحديث.

دراسة إسناد الحديث:

الحديث مسلسلٌ بجماعةٍ من المضعّفين عندهم:

  1. في سنده: الحسن بن علي بن فضالٍ، كان فطحياً يقول بإمامة عبد الله الأفطح([3])، وذكر أنه «رجع عند الموت، إلّا أنه لا يجدي في رواياته نفعاً، لأنها قبل الرجوع، وذلك أنّ الرجوع كان عند الموت»([4]).
  2. وفيه أيضاً: علي بن الحسن بن فضالٍ، كان فطحياً([5]).

أمّا شيوخ الصّدوق الأربعة فمجهولون:

الأول: محمد بن بكر بن النقاش، وسمّاه «ابن بكران» بدل «بكار»، وهكذا سمّاه الصّدوق([6]). قال محمد الجواهري ــ مقرّراً حكم شيخه الخوئي علىٰ هذا الراوي ــ: «مجهولٌ»([7]).

الثاني: أحمد بن الحسن القطان، مجهولٌ، وقد مرّ الكلام عليه في الحديث رقم (14).

الثالث: محمد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي، قال محمد الجواهري: «مجهولٌ»([8]).

الرابع: محمد بن إبراهيم بن إسحاق المكتب، هو ابن إسحاق، كما في كتاب «فضائل الأشهر الثلاثة» للصّدوق (ص79).

وهما اثنان، الأول: الطالقاني، قال محمد الجواهري: «لم تثبت وثاقته». والثاني: الفارسي، قال محمد الجواهري: «مجهولٌ»([9]).

 

([1])        «الأمالي» المجلس (20)، الحديث (4).

([2])       «عيون أخبار الرّضا» (2/265).

([3])       الفطحية: هم الذين يقولون بإمامة عبدالله بن جعفرٍ الصّادق بعد أبيه؛ لأنه أكبر أولاده وبه كان يكنّىٰ. «فرق الشيعة» للنوبختي (77).

([4])       «منتهىٰ المقال» (2/433).

([5])       «منتهىٰ المقال» (4/379).

([6])       «عيون أخبار الرّضا» (2/264).

([7])        «المفيد من معجم رجال الحديث» (ص504).

([8])       «المفيد من معجم رجال الحديث» (ص483).

([9])       «المفيد من معجم رجال الحديث» (ص483).