علي مني بمنزلتي من ربي
26-03-2023
[13] حديث: «علي مني بمنزلتي من ربي».
هذا حديثٌ مردودٌ؛ هكذا ذكر الشيعي هذا الحديث بهذا اللفظ نقلاً عن «الصواعق» لابن حجر الهيتمي: أنّ ابن السماك أخرج عن أبي بكرٍ مرفوعاً: «علي منّي بمنزلتي من ربي»، ولم أقف عليه بهذا اللفظ.
أخرجه ابن عساكر وابن المغازلي([1])، من طريق عبد الله بن صالحٍ، أخبرنا ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة وابن هبيرة، عن قبيصة بن ذؤيبٍ وأبي سلمة، عن جابر بن عبد الله قال: خرج رسول الله حتىٰ نزل خمّ؛ فتنحّىٰ النّاس عنه، ونزل معه علي بن أبي طالبٍ، فشقّ علىٰ النبي تأخّر النّاس عنه، فأمر علياً، فجمعهم، فلمّا اجتمعوا قام فيهم وهو متوسّدٌ علىٰ علي بن أبي طالبٍ، فحمد الله وأثنىٰ عليه، ثمّ قال: «أيها النّاس! إنّي قد كرهت تخلّفكم وتنحّيكم عنّي، حتىٰ خيل إلي أنّه ليس من شجرةٍ أبغض إليكم من شجرةٍ تليني، لكن علي بن أبي طالبٍ أنزله الله منّي بمنزلتي منه، رضي الله عنه كما أنا عنه راضٍ، فإنّه لا يختار علىٰ قربي ومحبّتي شيئاً».
ثمّ قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهمّ! وال من والاه، وعاد من عاداه». وابتدر الناس إلىٰ رسول الله ، يبكون ويتضرّعون إليه، ويقولون: يا رسول الله! إنما تنحّينا كراهية أن نثقل عليك، فنعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله! فرضي عنهم رسول الله عند ذلك. فقال أبو بكرٍ: يا رسول الله! استغفر لنا جميعاً. فقال لهم: «أبشروا؛ فوالذي نفسي بيده! ليدخلنّ الجنّة من أصحابي سبعون ألفاً بغير حسابٍ، ومع كلّ ألفٍ سبعون ألفاً، ومن بعدهم مثلهم أضعافاً».
قال أبو بكرٍ: يا رسول الله! زدنا ــ وكان رسول الله في موضع رملٍ ــ. فحفن بيديه من ذلك الرّمل ملء كفّيه، ثمّ قال: «هكذا». قال أبو بكرٍ: زدنا يا رسول الله! ففعل مثل ذلك ثلاث مرّاتٍ. فقال أبو بكرٍ: زدنا يا رسول الله! فقال عمر: ومن يدخل النّار بعد الذي سمعنا من رسول الله ، وبعد ثلاث حفناتٍ من الرّمل من الله؟! فضحك رسول الله ! فقال: «والذي نفسي بيده! ما يفي بهذا أمّتي حتىٰ يوفىٰ عدّتهم من الأعراب».
فيه عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف مدلس وفيه تشيع.
قال ابن معين: «لا يحتج به»([2]). وكان يحيى بن سعيد لا يراه شيئاً([3]). وقال أبو زرعة: «ليس ممن يحتج به»([4]). وضعفه النسائي وأبو زرعة وأبو حاتم([5]). والراوي عنه عبد الله بن صالح المصري فيه كلام.
وأخرجه الخطيب البغدادي([6])، وعنه ابن عساكر([7])، عن أبي القاسم أيوب بن يوسف بن أيوب، حدثنا عنبس بن إسماعيل، حدثنا أيوب بن مصعبٍ الكوفي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء مرفوعاً بلفظ: «علي بمنزلة رأسي من بدني».
قال الخطيب: «لم أكتبه إلّا من هذا الوجه».
فيه عنبس بن إسماعيل، ذكره الخطيب في تاريخه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً([8]).
وأيوب لم أجد له ترجمة.
وفيه أبو إسحاق السبيعي مدلس وقد عنعن.
([1]) «تاريخ دمشق» (42/226)، «مناقب علي» لابن المغازلي (1/64).
([3]) «التاريخ الكبير» للبخاري (5/182).
([4]) «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (5/147).
([5]) «الضعفاء والمتروكون» للنسائي (346)، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (5/147).