[15] قوله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عرفات في حجة الوداع: «علي مني وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي».

﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ﴾  [التّكوير: 19-22]، ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ ٱلْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾  [النّجْم: 3-4].

فأين تذهبون؟ وماذا تقولون في هذه السنن الصحيحة؟ والنصوص الصريحة؟ وأنت إذا تأملت في هذا العهد ملياً، وأمعنت النظر في حكمة الأذان به في الحج الأكبر علىٰ رؤوس الأشهاد؛ ظهرت لك الحقيقة بأجلىٰ صورة، وإذا نظرت إلىٰ لفظه ما أقله، وإلىٰ معناه ما أجله وما أدله؛ أكبرته غاية الإكبار، فإنه جمع فأوعىٰ، وعم ــ علىٰ اختصاره ــ فاستقصىٰ، لم يبق لغير علي أهلية الأداء لأي شيء من الأشياء، ولا غرو فإنه لا يؤدي عن النبي إلا وصيه، ولا يقوم مقامه إلا خليفته ووليه، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .