مراجعة الشيعي عبدالحسين 36
26-03-2023
مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [36]
29 ذي الحجة سنة 1329
[1] حسبك منها ما أخرجه أبو داود الطيالسي كما في أحوال علي من «الاستيعاب» بالإسناد إلىٰ ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب: «أنت ولي كل مؤمن بعدي».
[2] ومثله ما صح عن عمران بن حصين، إذ قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرية، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فاصطفىٰ لنفسه من الخمس جارية، فأنكروا ذلك عليه، وتعاقد أربعة منهم علىٰ شكايته إلىٰ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما قدموا، قام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر أن علياً صنع كذا وكذا، فأعرض عنه، فقام الثاني فقال مثل ذلك، فأعرض عنه، وقام الثالث فقال مثل ما قال صاحباه، فأعرض عنه، وقام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والغضب يبصر في وجهه فقال: «ما تريدون من علي؟! إن علياً مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي».
[3] وكذلك حديث بريدة، ولفظه في (5/356) من «مسند» أحمد، قال: بعث رسول الله بعثين إلىٰ اليمن، علىٰ أحدهما علي بن أبي طالب، وعلىٰ الآخر خالد بن الوليد، فقال: «إذا التقيتم فعلي علىٰ الناس، وإن افترقتم فكل واحد منكما علىٰ جنده». قال فلقينا بني زبيدة من أهل اليمن فاقتتلنا، فظهر المسلمون علىٰ المشركين، فقتلنا المقاتلة، وسبينا الذرية، فاصطفىٰ علي امرأة من السبي لنفسه، قال بريدة: فكتب معي خالد إلىٰ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يخبره بذلك، فلما أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، دفعت الكتاب، فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجهه، فقلت: يا رسول الله هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه، ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تقع في علي فإنه مني، وأنا منه، وهو وليكم بعدي، وأنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي».
ولفظه عند النسائي في (ص17) من «خصائصه العلوية»: «لا تبغضن يا بريدة لي علياً، فإن علياً مني، وأنا منه، وهو وليكم بعدي».
ولفظه عند ابن جرير: قال بريدة: وإذا النبي قد احمر وجهه فقال: «من كنت وليه فإن علياً وليه». قال: فذهب الذي في نفسي عليه، فقلت لا أذكره بسوء.
والطبراني قد أخرج هذا الحديث علىٰ وجه التفصيل، وقد جاء فيما رواه: أن بريدة لما قدم من اليمن، ودخل المسجد، وجد جماعة علىٰ باب حجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقاموا إليه يسلمون عليه ويسألونه، فقالوا: ما وراءك؟ قال: خير فتح الله علىٰ المسلمين. قالوا: ما أقدمك؟ قال: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لأخبر النبي بذلك، فقالوا: أخبره أخبره، يسقط علياً من عينه، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسمع كلامهم من وراء الباب، فخرج مغضباً، فقال: «ما بال أقوام ينتقصون علياً؟ من أبغض علياً فقد أبغضني، ومن فارق علياً فقد فارقني، إن علياً مني، وأنا منه، خلق من طينتي، وأنا خلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم، يا بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ، وأنه وليكم بعدي». وهذا الحديث مما لا ريب في صدوره، وطرقه إلىٰ بريدة كثيرة؛ وهي معتبرة بأسرها.
[4] ومثله ما أخرجه الحاكم عن ابن عباس من حديث جليل، ذكر فيه عشر خصائص لعلي، فقال: وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أنت ولي كل مؤمن بعدي».
[5] وكذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم من حديث جاء فيه: «يا علي سألت الله فيك خمساً فأعطاني أربعاً، ومنعني واحدة». إلىٰ أن قال: «وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي».
[6] ومثله ما أخرجه ابن السكن عن وهب بن حمزة قال ــ كما في ترجمة وهب من «الإصابة» ــ: سافرت مع علي فرأيت منه جفاء، فقلت لئن رجعت لأشكونه، فرجعت، فذكرت علياً لرسول الله فنلت منه، فقال: «لا تقولن هذا لعلي، فإنه وليكم بعدي». وأخرجه الطبراني في «الكبير» عن وهب، غير أنه قال: «لا تقل هذا لعلي فهو أولىٰ الناس بكم بعدي».
[7] وأخرج ابن أبي عاصم عن علي مرفوعاً: «ألست أولىٰ بالمؤمنين من أنفسهم؟». قالوا: بلىٰ. قال: «من كنت وليه فهو وليه».
وصحاحنا في ذلك متواترة عن أئمة العترة الطاهرة.
وهذا القدر كاف لما أردناه علىٰ أن آية الولاية في كتاب الله عز وجل تؤيد ما قلناه، والحمد لله رب العالمين، والسلام. «ش».