لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاثاً
25-03-2023
[20] قول عمر بن الخطاب: لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاثاً، لأن تكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم، زوجته فاطمة بنت رسول الله، وسكناه المسجد مع رسول الله يحل له ما يحل له فيه، والراية يوم خيبر.
هذا الأثر ضعيف جدّاً.
أخرجه الحاكم([1])، وابن عساكر([2]) من طريق علي بن عبد الله بن جعفر المديني، حدّثنا أبي، أخبرني سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاثاً، لأن تكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم، زوجته فاطمة بنت رسول الله، وسكناه المسجد مع رسول الله يحل له ما يحل له فيه، والراية يوم خيبر.
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد»!
وردّه الذهبي بقوله: «بل المديني عبد الله بن جعفر ضعيف».
وقال في «الميزان»: «متّفقٌ علىٰ ضعفه. وقال ابن المديني: أبي ضعيف. وقال أبو حاتم: منكر الحديث جدّاً. وقال النّسائي: متروك الحديث. وقال الجوزجاني: واه([3]).
وللحديث شاهدٌ من حديث ابن عمر، أخرجه ابن أبي شيبة([4]) ــ ومن طريقه ابن أبي عاصم([5]) ــ حدثنا وكيع.
وأخرجه أبو يعلىٰ([6]): حدثنا نصر بن علي، أخبرنا عبد الله بن داود.
وأخرجه الطحاوي([7]): حدثنا فهد بن سليمان، حدثنا أبو نعيم.
ثلاثتهم (وكيع، وعبد الله بن داود، وأبو نعيم)، عن هشام بن سعد، عن عمرو بن أسيد، عن ابن عمر، عن عمر بنحوه.
ومدار الحديث علىٰ هشام بن سعد:
قال فيه علي بن المديني: «صالحٌ، وليس بالقوي»([8]).
وقال أحمد: «لم يكن بالحافظ». وقال أيضاً: «لم يكن محكم الحديث، وكان يحيىٰ القطّان لا يحدّث عنه».
وقال ابن معين: ليس هو بذاك القوىٰ»، وقال مرة: «ضعيف»([9]).
وقال النّسائي: «ضعيف»([10]). وقال مرّةً: «ليس بالقوي»([11]).
وقال ابن عدي: «مع ضعفه يكتب حديثه»([12]).
وقال الحاكم: «أخرج له مسلمٌ في الشّواهد»([13]).
وقال ابن سعد: «وكان متشيعاً.. وكان كثير الحديث يستضعف»([14]).
وبناءً علىٰ ذلك؛ فهشامٌ ضعيف يكتب حديثه للمتابعات، ولا يحتجّ به، خاصّةً أنه هنا تفرّد به، وفيه تشيع كما ذكر ابن سعد، وخالف ما ثبت في «صحيح البخاري» من أمر النّبي بسدّ جميع الأبواب إلّا باب أبي بكر.
([3]) «ميزان الاعتدال» (4247).
([7]) «شرح مشكل الآثار» (3560).
([8]) «تهذيب التهذيب» (11/38).
([9]) «معرفة الرجال» لابن محرز (1/70)، «تاريخ ابن أبي خيثمة» (3226).
([11]) «ميزان الاعتدال» (4/299).