اختص الله تبارك وتعالى أنبياءه ورسله بخصائص تميزهم عن باقي البشر، وهي:

1 ــ الوحي من الله: وذلك أن الله يوحي إليهم.

2 ــ العصمة: عصم الله الأنبياء والمرسلين، وسيأتي تفصيل الكلام في عصمة الأنبياء والمرسلين.

3 ــ تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم: قد تنام عين النبي، ولكن قلبه لا ينام أبداً([1]).

4 ــ يُخيرون عند الموت: ما يموت نبي حتى يخير كما أخبر النبي ﷺ([2]).

5 ــ الأرض لا تأكل أجسادهم: فلو حفرت قبر أي نبي لوجدت جسده كما لو دُفِنُ اليوم، فقد حَرّم الله على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء([3]).

6 ــ يُقبرون حيث يموتون: ولذلك لما مات النبي ﷺ دفنوه في بيته، وكلُّ نبي يُدفن حيث يموت.

7 ــ لا يُورِّثون مالاً: كما قال أبو بكر عن النبي ﷺ أنه قال: «إنا معاشر الأنبياء لا نورث»([4])

([5]).

8 ــ الأنبياء يورثون العلم: قال رسول الله ﷺ: «إن الأنبياء لا يورثون درهماً، ولا ديناراً، إنما ورثوا العلم»([6]).

9 ــ الذكورة: وقد تقدم.

10 ــ الحرية: فلم يبعث الله عز وجل الأنبياء عبيداً، بل بعثهم أحراراً غير مملوكين.

11 ــ الكمال: فالأنبياء أكمل البشر خَلْقاً وخُلْقاً.

12 ــ الصلاة عليهم: فقد خصهم الله بلفظ: «صلى الله عليه وسلم»، ولو صُلِّي على غير الأنبياء جاز، ولكن الأفضل ألا تطلق هذه الكلمة إلا على الأنبياء، وقد قال النبي ﷺ: «اللهم صلِّ على آل أبي أوفى»([7]) وأنت تقول في صلاتك: «اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد» ولكن كلمة «صلى الله عليه وسلم» ذكر أهل العلم أن الأصل ألا تُطلق إلا على الأنبياء.

13 ــ الاصطفاء: فالأنبياء مصطفون كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ ٱلْمُصْطَفَيْنَ ٱلْأَخْيَارِ﴾، وقال: ﴿ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾  .

14 ــ الدعوة المستجابة: فلكل نبي دعوة مستجابة([8]).

15 ــ الحوض: فلكل نبي حوض كما أخرج أحمد في «المسند» أن كل نبي له حوض يوم القيامة([9]).

16 ــ أنهم جميعاً أهل قرى: فما بعث الله نبياً بدوياً، بل جميع الأنبياء من أهل القرى، كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ﴾  .

17 ــ لا يحتلمون([10]): وذلك أن الاحتلام من الشيطان، والشيطان لا تسلط له على الأنبياء.

18 ــ ورؤيا الأنبياء حق.

 

([1])       أخرجه البخاري (1147)، ومسلم (738) من حديث عائشة ؟ب.

([2])      أخرجه البخاري (4435)، ومسلم (2444).

([3])      أخرجه أبو داود (1047، 1531)، والنسائي (1374)، وابن ماجه (1085، 1636) من حديث أوس بن أوس رضي الله عنه، وهو في «صحيح الجامع» (2212).

([4])      أخرجه البخاري (3093)، ومسلم (1759).

([5])      قال ابن القيم رحمه الله: «وهذا من كمال الأنبياء وعظم نصحهم للأمم، وتمام نعمة الله عليهم وعلى أممهم، أن أزاح جميع العلل، وحسم جميع المواد التي تُوهِمُ بعض النفوس أن الأنبياء من جنس الملوك الذين يريدون الدنيا ومُلكَها! فحماهم عز وجل من ذلك أتم الحماية. ثم لما كان الغالب على الناس أن أحدهم يريد الدنيا لولده من بعده، ويسعى ويتعب ويحرم نفسه لولده، سدّ هذه الذريعة عن أنبيائه ورسله، وقطع هذا الوهم الذي عساه أن يخالط كثيراً من النفوس التي تقول: فلعلَّهُ إنْ لم يطلب الدنيا لنفسه فهو يحصلها لولده!» اهــ. «مفتاح دار السعادة» (1/262، 263).

([6])      أخرجه البخاري في «صحيحه» معلقاً في باب العلم قبل القول والعمل، وأخرجه أبو داود (3641)، والترمذي (2682)، وابن ماجه (223).

([7])       أخرجه البخاري (1497)، ومسلم (1078).

([8])      أخرجه البخاري (6304)، ومسلم (199) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

([9])      أخرجه الترمذي (2443)، وصحح إرساله، وقال الألباني: «وجملة القول: إن الحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح، والله أعلم». «السلسلة الصحيحة» (1589).

([10])    ورد عن عائشة وأم سلمة ؟ب أن النبي ﷺ كان يصبح جُنُباً من غير حلم ثم يصوم، أخرجه البخاري (1926)، ومسلم (1109).
قال النووي رحمه الله: «وفيه دليل لمن يقول بجواز الاحتلام على الأنبياء، وفيه خلاف قدمناه، الأشهر امتناعه، قالوا: لأنه من تلاعب الشيطان، وهم منزهون عنه، ويتأولون هذا الحديث على أن المراد: يصبح جُنُباً من جماع، ولا يجنب من احتلام لامتناعه منه، ويكون قريباً من معنى قول الله تعالى: ﴿.. وَيَقْتُلُونَ ٱلْنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ...﴾ [البقرة: 61]، ومعلوم أن قتلهم لا يكون بحق»اهــ.