مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [34]

27 ذي الحجة سنة 1329 هـ

تتبع سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تجده يصور علياً وهارون كالفرقدين في السماء، والعينين في الوجه، لا يمتاز أحدهما في أمته عن الآخر في أمته بشيء ما.

[1] ألا تراه كيف أبىٰ أن تكون أسماء بني علي إلا كأسماء بني هارون، فسماهم حسناً وحسيناً ومحسناً، وقال: «إنما سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر»، أراد بهذا تأكيد المشابهة بين الهارونين، وتعميم الشبه بينهما في جميع المنازل وسائر الشؤون.

ولهذه الغاية نفسها قد اتخذ علياً أخاه، وآثره بذلك علىٰ من سواه، تحقيقاً لعموم الشبه بين منازل الهارونين من أخويهما، وحرصا علىٰ أن لا يكون ثمة من فارق بينهما، وقد آخىٰ بين أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم مرتين كما سمعت، فكان أبو بكر وعمر في المرة الأولىٰ أخوين، وعثمان وعبدالرحمن بن عوف أخوين، وكان في المرة الثانية أبو بكر وخارجة بن زيد أخوين، وعمر وعتبان بن مالك أخوين، أما علي فكان في كلتا المرتين أخا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما علمت، ومقامنا يضيق علىٰ استقصاء ما جاء في ذلك من النصوص الثابتة بطرقها الصحيحة عن كل من ابن عباس، وابن عمر، وزيد بن أرقم، وزيد بن أبي أوفىٰ، وأنس بن مالك، وحذيفة بن اليمان، ومخدوج بن يزيد، وعمر بن الخطاب، والبراء بن عازب، وعلي بن أبي طالب، وغيرهم.