أسباب تعدد الرسل
25-02-2023
الرسل كثر كما هو معلوم ولكثرتهم أسباب:
السبب الأول: كثرة الأمم: فإذا جمعت إلى كثرة الأمم قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ عرَفْتَ عند ذلك عددَ الرسل الذين أرسلهم الله تبارك وتعالى من حيث الكثرةُ، فهم كُثُر؛ لأن الأمم كُثر، وقال الله ــ جل وعلا ــ: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾، خاصَّةً إذا أضفتَ إلى هذا أن الأنبياء والمرسلين في السابق كانوا يبعثون إلى أقوامهم خاصةً، في زمن خاص، في مكان خاص، والذي بُعِثَ إلى الناس كافة هو محمد ﷺ، وقد جاء في الأحاديث بيان عدد الأنبياء.
عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سأل النبي ﷺ عن عدد المرسلين، فقال: «جمٌّ غفير، ثلاثمئة وبضعة عشر»([1])، هؤلاء المرسلون، وسأله عن عدد الأنبياء، فقال: «مئة وأربعة وعشرون ألف نبي». فالعدد إذاً كبير جداً، هذا عدد الأنبياء الذين نبّأهم الله تبارك وتعالى على خلافٍ بين أهل العلم في صحة هذا الحديث ولكن يكفينا قول الله ــ جل وعلا ــ: ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ .
السبب الثاني: حاجة الناس إلى المرسلين: وقد ذكرنا قريباً أن الناس لا يستطيعون أبداً أن يعبدوا الله تبارك وتعالى على بصيرة حتى يعلموا ما يريد الله ــ جل وعلا ــ منهم، ولن يعلموا هذا إلا عن طريق المرسلين.
([1]) أخرجه أحمد (5/178، 179، 265)، وابن حبان (361)، والطبراني (7871)، وضعف إسناده الأرناؤوط. وقد ذكر طرقه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (2668)، وصححه لغيره.