[96] وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي، يكنىٰ بابنه سفيان الرواسي الكوفي، من قيس غيلان، عدّه ابن قتيبة في «معارفه» من رجال الشيعة، ونص ابن المديني في «تهـٰذيبه»: «علىٰ أن في وكيع تشيعاً»، وكان مروان بن معاوية لا يرتاب في أن وكيعاً رافضي، دخل عليه يحيىٰ بن معين مرة فوجد عنده لوحاً فيه فلان كذا، وفلان كذا، ومن جملة ما كان فيه: «وكيع رافضي»، فقال له ابن معين: «وكيع خير منك»، قال: «مني؟». فقال له: «نعم». قال ابن معين فبلغ ذٰلك وكيعاً فقال: «إن يحيىٰ صاحبنا»، وسئل أحمد بن حنبل: إذا اختلف وكيع وعبدالرحمن بن مهدي بقول من نأخذ؟ فرجح قول عبدالرحمن لأمو ذكرها، ومن جملتها: «إن عبدالرحمن كان يسلم منه السلف ـ دون وكيع بن الجراح ــ».

قلت: ويؤيد ذٰلك ما أورده الذهبي في آخر ترجمة الحسن بن صالح، من أن وكيعاً كان يقول: «إن الحسن بن صالح عندي إمام»، فقيل له: «أنه لا يترحم علىٰ عثمان»، فقال: «أتترحم أنت علىٰ الحجاج؟» حيث جعل عثمان كالحجاج، وقد ذكره الذهبي في «ميزانه»، فنقل من شؤونه ما قد سمعت، احتجّ به أصحاب «الصحاح الستة» وغيرهم ودونك حديثه في «صحيحي» البخاري ومسلم عن كل من الأعمش، والثوري، وشعبة، وإسماعيل بن أبي خالد، وعلي بن المبارك، روىٰ عنه عندهما إسحاق الحنظلي، ومحمد بن نمير، وروىٰ عنه عند «البخاري» عبد الله الحميدي، ومحمد بن سلام، ويحيىٰ بن جعفر بن أعين، ويحيىٰ بن موسىٰ، ومحمد بن مقاتل، وروىٰ عنه عند «مسلم» زهير، وابن أبي شيبة، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، ونصر بن علي، وسعيد بن أزهر، وابن أبي عمر، وعلي بن خشرم، وعثمان بن أبي شيبة، وقتيبة بن سعيد. مات رحمه الله تعالىٰ بفيد قافلاً من الحج في المحرم سنة سبع وتسعين ومئة، وله من العمر ثمان وستون سنة.