هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة
24-03-2023
[94] هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة أبو الوليد، ويقال الظفري الدمشقي، شيخ البخاري في «صحيحه»، عدّه ابن قتيبة من رجال الشيعة، حيث ذكر ثلة منهم في باب الفرق من «معارفه»، وذكره الذهبي في «الميزان» فوصفه بــ«الإمام خطيب دمشق ومقريها ومحدثها وعالمها صدوق مكثر له ما ينكر..الخ».
قلت: روىٰ عنه البخاري بلا واسطة في باب من أنظر معسراً من كتاب البيوع من «صحيحه»، وفي مواضع أخر يعرفها المتتبعون، وأظن أن منها كتاب المغازي، وكتاب الأشربة، وباب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يروي هشام عن يحيىٰ بن حمزة، وصدقة بن خالد، وعبدالحميد بن أبي العشرين، وغيرهم، قال في «الميزان»: «وحدث عنه خلق كثير رحلوا إليه في القراءة والحديث»، وحدث عنه الوليد بن مسلم، وهو من شيوخه، وقد روىٰ هو بالإجازة عن ابن لهيعة، قال عبدان: «ما كان في الدنيا مثله»، وقال آخر: «كان هشام فصيحاً بليغاً مفوهاً كثير العلم..».
قلت: وكان يرىٰ أن الفاظ القرآن مخلوقة لله تعالىٰ كغيره من الشيعة، فبلغ أحمد عنه شيء من ذٰلك فقال ــ كما في ترجمة هشام من «الميزان» ــ: «أعرفه طياشاً، قاتله الله»، ووقف أحمد علىٰ كتاب لهشام قال في خطبته: «الحمد لله الذي تجلىٰ لخلقه بخلقه»، فقام أحمد وقعد، وأبرق وأرعد، وأمر من صلوا خلف هشام بإعادة صلاتهم، مع أن في كلمة هشام من تنزيه الله تعالىٰ عن الرؤية وتقديسه عن الكيف والأين وتعظيم آياته في خلقه، ما لا يخفىٰ علىٰ أولي الألباب، فكلمته هـٰذه علىٰ حد قول القائل وفي كل شيء له آية بل هي أعظم وأبلغ بمراتب، لكن العلماء الأقران يتكلم بعضهم في بعض بحسب اجتهادهم. ولد هشام سنة ثلاث وخمسين ومئة، ومات في آخر المحرم سنة خمس وأربعين ومئتين، رحمه الله تعالىٰ.