حاجة الناس إلى الأنبياء والمرسلين
25-02-2023
إن الناس ــ بلا شك ــ بحاجةٍ عظيمةٍ لهؤلاء الرسل، يقول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: «حاجة الناس إلى الشريعة ضرورية فوق حاجتهم إلى كل شيء، وذلك أن الشريعة مبناها على تعريف مواقع رضا الله تبارك وتعالى وسخطه في حركات العباد الاختيارية، والتي هي مبناها على الوحي المَحْض، والحاجة إلى التنفس ــ فضلاً عن الطعام والشراب ــ غايةُّ ما يُقَدَّر في عدم التنفس والطعام والشراب موتُ البدن وتعطل الروح عنه. وأما ما يُقَدَّر عند عدم الشريعة؛ ففساد القلب والروح جملةً وهلاك البدن، وشتان بين هذا وهلاك البدن بالموت، فليس الناس قطّ أحوج إلى شيء أحوج منهم إلى معرفة ما جاء به الرسول والقيام بالدعوة إليه، والصبر عليه، وجهاد من خرج عنه حتى يرجع إليه، وليس للعالم صلاح بدون ذلك البتة ولا سبيل إلى الوصول إلى السعادة والفوز الكبير إلا بالعبور على هذا الجسر».
وكلامنا في هذا الكتاب هو عن سِيَر وقصص الأنبياء الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: ﴿أُولَئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ﴾ هذه القصص، قصص الأنبياء ستكون محور حديثنا في هذا الكتاب.
فنبدأ بمقدمة عن هؤلاء الأنبياء، من هم؟ وما صفاتهم؟ وما حقوقهم؟ وكيف نتعرف عليهم؟ وما الفرق بينهم؟ هذا ما سنتناوله إن شاء الله تبارك في هذه المقدمة.