[60] علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي أبو شبل، عم الأسود وإبراهيم ابني يزيد، كان من أولياء آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وعدّه الشهرستاني في «الملل والنحل» من رجال الشيعة، وكان من رؤوس المحدثين الذين ذكرهم أبو إسحاق الجوزجاني، فقال: «كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم ــ بسبب تشيعهم ــ هم رؤوس محدثي الكوفة.. الخ»، وكان علقمة، وأخوه أبي من أصحاب علي، وشهدا معه صفين، فاستشهد أُبي وكان يقال له: أُبي الصلاة لكثرة صلاته، وأما علقمة فقد خضب سيفه من دماء الفئة الباغية، وعرجت رجله فكان من المجاهدين في سبيل الله، ولم يزل عدواً لمعاوية حتىٰ مات، وقد كتب أبو بردة اسم علقمة في الوفد إلىٰ معاوية أيام خلافته، فلم يرض علقمة حتىٰ كتب إلىٰ أبي بردة: امحني امحني. أخرج ذٰلك كله ابن سعد في ترجمة علقمة من الجزء (6) من «الطبقات».

أما عدالة علقمة وجلالته عند أهل السنّة مع علمهم بتشيعه فمن المسلمات، وقد احتجّ به أصحاب «الصحاح الستة» وغيرهم، ودونك حديثه في «صحيحي» البخاري ومسلم عن كل من ابن مسعود، وأبي الدرداء، وعائشة، أما حديثه عن عثمان، وأبي مسعود، ففي «صحيح مسلم»، روىٰ عنه في «الصحيحين» ابن أخيه إبراهيم النخعي، وروىٰ عنه في «صحيح مسلم» عبدالرحمن بن زيد، وإبراهيم بن يزيد، والشعبي. مات رحمه الله تعالىٰ سنة اثنتين وستين بالكوفة.