[58] عطية بن سعد بن جنادة العوفي أبو الحسن الكوفي التابعي الشهير، ذكره الذهبي في «الميزان» فنقل عن سالم المرادي بأن عطية: كان يتشيع، وذكره الإمام ابن قتيبة ــ في أصحاب الحديث من «المعارف» تبعاً لحفيده العوفي القاضي ــ أعني الحسين بن الحسن بن عطية المذكور ــ فقال: «وكان عطية بن سعد فقيهاً في زمن الحجاج وكان يتشيع»، وحيث أورد ابن قتيبة بعض رجال الشيعة في باب الفرق من «المعارف»، عدّ عطية العوفي منهم أيضاً، وذكره ابن سعد في «طبقاته» بما يدل علىٰ رسوخ قدمه وثباته في التشيع، وأن أباه سعد بن جنادة كان من أصحاب علي، وقد جاءه وهو في الكوفة، فقال: «يا أمير المؤمنين أنه ولد لي غلام فسمه، قال عليه السلام: هـٰذا عطية الله، فسمي عطية». قال ابن سعد: «وخرج عطية مع ابن الأشعث علىٰ الحجاج، فلما انهزم جيش ابن الأشعث هرب عطية إلىٰ فارس، فكتب الحجاج إلىٰ محمد بن القاسم: أن ادع عطية فإن لعن علي بن أبي طالب وإلا فاضربه أربعمئة سوط، واحلق رأسه ولحيته، فدعاه فأقرأه كتاب الحجاج، فأبىٰ عطية أن يفعل، فضربه أربعمئة سوط، وخلق رأسه ولحيته، فلما ولي قتيبة خراسان خرج عطية إليه، فلم يزل بخراسان حتىٰ ولي عمر بن هبيرة العراق، فكتب إليه عطية يسأله الإذن في القدوم، فأذن له، فقدم الكوفة، ولم يزل بها إلىٰ أن توفي سنة إحدىٰ عشرة ومئة (قال): وكان ثقة وله أحاديث صالحة» اهـ.

قلت: وله ذرية كلهم من شيعة آل محمد (ص) وفيهم فضلاء نبلاء، أولو شخصيات بارزة، كالحسين بن الحسن بن عطية ولي قضاء الشرقية بعد حفص بن غياث، ثم نقل إلىٰ عسكر المهدي، وتوفي سنة إحدىٰ ومئتين، وكمحمد بن سعد بن الحسن بن عطية ولي قضاء بغداد، وكان من المحدثين، يروي عن أبيه سعد عن عمه الحسين بن الحسن بن عطية. ولنرجع إلىٰ عطية العوفي فنقول: احتجّ به أبو داود والترمذي ودونك حديثه في «صحيحيهما» عن ابن عباس، وأبي سعيد، وابن عمر، وله عن عبد الله بن الحسن عن أبيه، عن جدته الزهراء سيدة نساء أهل الجنة، أخذ عنه ابنه الحسن بن عطية، والحجاج بن أرطاة. ومسعر، والحسن بن عدوان وغيرهم.