[55] عبيد الله بن موسىٰ العبسي الكوفي، شيخ البخاري في «صحيحه» ذكره ابن قتيبة في أصحاب الحديث من كتابه «المعارف»، وصرح ثمة بتشيعه، ولما أورد جملة من رجال الشيعة في باب الفرق من «معارفه» عدّه منهم أيضاً، وترجمه ابن سعد في الجزء 6 من «طبقاته» فنص علىٰ تشيعه»، وأنه يروي أحاديث في التشيع، فضعف بذٰلك عند كثير من الناس (قال) وكان صاحب قرآن، وذكر ابن الأثير وفاته في آخر حوادث سنة 213 من «كامله»، فقال: «وعبيد الله بن موسىٰ العبسي الفقيه، وكان شيعياً وهو من مشائخ البخاري في «صحيحه» وذكره الذهبي في «ميزانه» فقال: «عبيد الله بن موسىٰ العبسي الكوفي شيخ البخاري ثقة في نفسه، لكنه شيعي منحرف، وثقه أبو حاتم وابن معين (قال) وقال أبو حاتم: «أبو نعيم أتقن منه، وعبيد الله أثبتهم في إسرائيل، وقال أحمد بن عبد الله العجلي: «كان ــ عبيد الله بن موسىٰ ــ عالماً بالقرآن رأساً فيه، ما رأيته رافعاً رأسه وما رئي ضاحكاً قط»، وقال أبو داود: «كان ــ عبيد الله العبسي ــ شيعياً منحرفا..» الخ.

وذكره الذهبي ــ في آخر ترجمة مطر بن ميمون من «الميزان» ــ أيضاً فقال: «عبيد الله ثقة شيعي، وكان ابن معين يأخذ عن عبيد الله بن موسىٰ، وعن عبدالرزاق، مع علمه بتشيعهما»، قال أحمد بن أبي خيثمة ـ كما في ترجمة عبدالرزاق، من «ميزان» الذهبي ــ: «سألت ابن معين وقد قيل له: إن أحمد يقول: إن عبيد الله بن موسىٰ يرد حديثه للتشيع، فقال ابن معين: كان والله الذي لا إله إلا هو ــ عبدالرزاق أعلىٰ في ذٰلك من عبيد الله مئة ضعف، ولقد سمعت من عبدالرزاق أضعاف ما سمعت من عبيدالله».

قلت: وقد احتجّ الستة وغيرهم بعبيد الله في «صحاحهم» ودونك حديثه في كل من «الصحيحين» عن شيبان بن عبدالرحمن، أما حديثه في «صحيح البخاري» فعن كل من الأعمش، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وأما حديثه في «صحيح مسلم» فعن إسرائيل، والحسن بن صالح، وأسامة بن زيد، روىٰ عنه البخاري بلا واسطة، وروىٰ عنه بواسطة كل من إسحاق بن إبراهيم، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن إسحاق البخاري، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن أبي سريج، ومحمد بن الحسن بن إشكاب، ومحمد بن خالد الذهلي، ويوسف بن موسىٰ القطان، أما مسلم فقد روىٰ عنه بواسطة كل من الحجاج بن الشاعر، والقاسم بن زكريا، وعبد الله الدارمي، وإسحاق بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وإبراهيم بن دينار، وابن نمير، قال الذهبي في «الميزان»: «مات سنة 213 (قال): وكان ذا زهد وعبادة واتقان». قلت: كانت وفاته مستهل ذي القعدة رحمه الله تعالىٰ وقدس ضريحه.