صعصعة بن صوحان بن حجر بن الحارث العبدي
24-03-2023
[42] صعصعة بن صوحان بن حجر بن الحارث العبدي، ذكره الإمام ابن قتيبة في (ص206) من «المعارف» في سلك المشاهير من رجال الشيعة، وأورده ابن سعد في (6/154) من «طبقاته» فقال: «كان من أصحاب الخطط بالكوفة، وكان خطيباً، وكان من أصحاب علي، وشهد معه الجمل هو وأخواه زيد وسيحان ابنا صوحان، وكان سيحان الخطيب قبل صعصعة، وكانت الراية يوم الجمل في يده فقتل، فأخذها زيد فقتل فأخذها صعصعة (قال) وقد روىٰ صعصعة عن علي، وروىٰ عن عبد الله بن عباس، وكان ثقة، قليل الحديث».
وذكره ابن عبدالبر في «الاستيعاب» فقال: «كان مسلماً علىٰ عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يلقه ولم يره، صغر عن ذٰلك. وكان سيداً من سادة قومه ــ عبدالقيس ــ وكان فصيحاً خطيباً، عاقلاً لسناً، ديناً فاضلاً بليغاً يعد في أصحاب علي رضي الله عنه، ثم نقل عن يحيىٰ بن معين القول: بأن صعصعة وزيداً وسيحان بني صوحان كانوا خطباء، وأن زيداً وسيحان قتلا يوم الجمل، وأورد قضية أشكلت علىٰ عمر أيام خلافته، فقام خطيباً في الناس فسألهم عما يقولون فيها، فقام صعصعة وهو غلام شاب فأماط الحجاب، وأوضح منهاج الصواب، فأذعنوا لقوله، وعملوا برأيه، ولا غرو فإن بني صوحان من هامات العرب، واقطاب الفضل والحسب، ذكرهم ابن قتيبة في باب المشهورين من الأشراف، وأصحاب السلطان من «المعارف» ــ فقال: «بنو صوحان هم زيد بن صوحان، وصعصعة بن صوحان، وسيحان ابن صوحان، من بني عبدالقيس (قال) فأما زيد فكان من خيار الناس، روي في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «زيد الخير الأجذم، وجندب ما جندب»، فقيل: يا رسول الله اتذكر رجلين؟ فقال: «أما أحدهما فتسبقه يده إلىٰ الجنة بثلاثين عاماً، واما الآخر فيضرب ضربة يفصل بها بين الحق والباطل، ــ (قال) فكان أحد الرجلين زيد بن صوحان شهد يوم جلولاء، فقطعت يده، وشهد مع علي يوم الجمل، فقال: «يا أمير المؤمنين ما أراني إلا مقتولاً، قال: «وما علمك بذٰلك يا أبا سلمان؟ قال: «رأيت يدي نزلت من السماء وهي تستشيلني، فقتله عمرو بن يثربي، وقتل أخاه سيحان يوم الجمل.
قلت: لا يخفىٰ أن إخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتقدم يد زيد علىٰ سائر جسده وسبقها إياه إلىٰ الجنة، معدود عند المسلمين كافة من أعلام النبوة، وآيات الإسلام، وأدلة أهل الحق، وكل من ترجم زيداً ذكر هـٰذا، فراجع ترجمته من «الاستيعاب» و«الإصابة» وغيرهما، والمحدثون أخرجوه بطرقهم المختلفة فزيد ــ علىٰ تشيعه ــ مبشر بالجنة، والحمد لله رب العالمين.
وصعصعة بن صوحان، ذكره العسقلاني في القسم الثالث من «إصابته». فقال: «له رواية عن عثمان وعلي، وشهد صفين مع علي، وكان خطيباً فصيحاً، وله مع معاوية مواقف، (قال) وقال الشعبي: كنت أتعلم منه الخطب.
وروىٰ عنه أيضاً أبو إسحاق السبيعي، والمنهال بن عمرو، وعبد الله بن بريدة، وغيرهم. (قال) وذكر العلائي في أخبار زياد: أن المغيرة نفىٰ صعصعة بأمر معاوية من الكوفة إلىٰ الجزيرة أو إلىٰ البحرين، وقيل إلىٰ جزيرة ابن كافان، فمات بهااهـ. كما مات أبوذر من قبله بالربذة. وقد ذكر الذهبي صعصعة، فقال: «ثقة معروف. ونقل القول بوثاقته عن ابن سعد، وعن النسائي، ووضع علىٰ اسمه الرمز إلىٰ احتجاج النسائي به، قلت: ومن لم يحتج به، فإنما يضر نفسه، وما ظلموه ولكن كانوا أنفسهم يظلمون».