[36] سليمان بن صرد الخزاعي الكوفي، كبير شيعة العراق في أيامه، وصاحب رأيهم ومشورتهم، وقد اجتمعوا في منزله حين كاتبوا الحسين عليه السلام، وهو أمير التوابين من الشيعة، الثائرين في الطلب بدم الحسين عليه السلام، وكانوا أربعة آلاف عسكروا بالنخيلة مستهل ربيع الثاني سنة خمس وستين، ثم ساروا إلىٰ عبيد الله بن زياد، فالتقوا بجنوده في أرض الجزيرة فاقتتلوا اقتتالاً شديداً حتىٰ تفانوا، واستشهد يومئذ سليمان في موضع يقال له عين الوردة، رماه يزيد بن الحصين بن نمير بسهم فقتله، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، وحمل رأسه ورأس المسيب بن نجبة إلىٰ مروان بن الحكم، وقد ترجمه ابن سعد في الجزء السادس من «طبقاته»، وابن حجر في القسم الأول من «إصابته»، وابن عبدالبر في «استيعابه» وكل من كتب في أحوال السلف وأخبار الماضين ترجموه وأثنوا عليه بالفضل والدين والعبادة، وكان له سن عالية، وشرف وقدر وكلمة في قومه، وهو الذي قتل حوشباً مبارزة بصفين، ذٰلك الطاغية من أعداء أمير المؤمنين، وكان سليمان من المستبصرين بضلال أعداء أهل البيت. احتجّ به المحدثون، وحديثه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا واسطة، وبواسطة جبير بن مطعم موجود في كل من «صحيحي» البخاري ومسلم وقد روىٰ عنه في كل من «الصحيحين» أبو إسحاق السبيعي، وعدي بن ثابت، ولسليمان في غير «الصحيحين» عن أمير المؤمنين، وابنه الحسن المجتبىٰ وأبي. وروىٰ عنه في غير «الصحيحين» يحيىٰ بن يعمر، وعبد الله بن يسار، وغيرهما.