[23] حماد بن عيسىٰ الجهني، غريق الجحفة، ذكره أبو علي في كتابه ــ «منتهىٰ المقال» ــ وأورده الحسن بن علي بن داود في «مختصره» المختص بأحوال الرجال، وترجمه من علماء الشيعة أصحاب الفهارس والمعاجم وعدّوه جميعاً من الثقات الأثبات، من أصحاب الأئمة الهداة ؟م، سمع من الإمام الصادق عليه السلام سبعين حديثاً، لكنه لم يرو منها سوىٰ عشرين. وله كتب يرويها أصحابنا بالإسناد إليه، دخل مرة علىٰ أبي الحسن الكاظم عليه السلام، فقال له: جعلت فداك: ادع الله لي أن يرزقني داراً، وزوجة، وولداً، وخادماً، والحج في كل سنة. فقال عليه السلام: اللهم صل علىٰ محمد وآل محمد وارزقه داراً وزوجة وولداً وخادماً والحج خمسين سنة. قال حماد: فلما اشترط خمسين علمت أني لا أحج أكثر منها. قال: فحججت ثمان وأربعين سنة، وهـٰذي داري رزقتها، وهـٰذه زوجتي وراء الستر، تسمع كلامي، وهـٰذا ابني، وهـٰذا خادمي، قد رزقت كل ذٰلك. ثم حجّ بعد هـٰذا الكلام حجتين تمام الخمسين، وخرج بعدها حاجاً، فزامل أبا العباس النوفلي القصير، فلما صار في موضع الإحرام، دخل يغتسل فجاء الوادي فحمله الماء فغرق قبل أن يحجّ زيادة علىٰ الخمسين. وكانت وفاته رحمه الله تعالىٰ سنة تسعة ومئتين، وأصله كوفي، ومسكنه البصرة، وعاش نيفاً وسبعين سنة. وقد استقصينا أحواله في كتابنا ــ «مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الإسلام» ــ وذكره الذهبي فوضع علىٰ اسمه (ت ق) إشارة إلىٰ من أخرج عنه من أصحاب «السنن»، وذكر أنه غرق سنة ثمان ومئتين، وأنه يروي عن الصادق (ع) وتحامل عليه إذ نسب الطامات إليه، كما تحامل عليه من ضعّفه لتشيعه، والعجب من الدارقطني يضعفه، ثم يحتج به في سننه (وكذٰلك يفعلون).