[21] الحسن بن حي واسم حي صالح بن صالح الهمداني، أخو علي بن صالح وكلاهما من أعلام الشيعة، ولدا توأما، وكان علي تقدمه بساعة، فلم يسمع أحد أخاه الحسن يناديه باسمه قط، وإنما كان يكنيه بقول: «قال أبو محمد»، نقل ذٰلك ابن سعد في أحوال علي من الجزء 6 من «طبقاته». وذكرهما الذهبي في «ميزانه» فقال في أحوال الحسن: «كان أحد الأعلام، وفيه بدعة تشيع، وكان يترك الجمعة، ويرىٰ الخروج علىٰ الولاة الظلمة»، وذكر أنه كان لا يترحم علىٰ عثمان. وذكره ابن سعد في الجزء 6 من «الطبقات» فقال: «كان ثقة صحيح الحديث كثيره، وكان متشيعاً» اهـ.

وذكره الإمام ابن قتيبة في أصحاب الحديث من كتابه ــ «المعارف» ــ مصرحاً بتشيعه، ولما ذكر رجال الشيعة في أواخر ــ «المعارف» ــ عدّ الحسن منهم. احتجّ به مسلم وأصحاب «السنن»، ودونك حديثه في «صحيح مسلم»، عن كل من سماك بن حرب، وإسماعيل السدي، وعاصم الأحول، وهارون بن سعد. وقد أخذ عنه عبيد الله بن موسىٰ العبسي، ويحيىٰ بن آدم، وحميد بن عبدالرحمن الرواسي، وعلي بن الجعد، وأحمد بن يونس، وسائر أعلام طبقتهم، وذكر الذهبي في ترجمته من «الميزان»: إن ابن معين وغيره وثقوه، وأن عبد الله بن أحمد نقل عن أبيه: «إن الحسن أثبت من شريك». وذكر الذهبي أن أبا حاتم قال: «إنه ثقة، حافظ، متقن»، وأن أبا زرعة قال: «اجتمع فيه إتقان، وفقه، وعبادة، وزهد»، وأن النسائي وثقه، وأن أبا نعيم قال: «كتبت عن ثمانمئة محدث، فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح، وأنه قال: ما رأيت أحداً إلا وقد غلط في شيء، غير الحسن بن صالح»، وأن عبيدة بن سليمان قال: «إني أرىٰ الله يستحي أن يعذب الحسن بن صالح»، وأن يحيىٰ بن أبي بكير قال للحسن بن صالح: «صف لنا غسل الميت، فما قدر عليه من البكاء»، وأن عبيد الله بن موسىٰ قال: «كنت أقرأ علىٰ علي بن صالح، فلما بلغت: ﴿ فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ﴾  [مَريَم: 84]، سقط أخوه الحسن يخور كما يخور الثور، فقام إليه علي فرفعه ومسح وجهه ورشّ عليه وأسنده»، وأن وكيعاً قال: «كان الحسن وعلي ابنا صالح، وأمهما قد جزؤوا الليل ثلاثة أجزاء، فكل واحد يقوم ثلثاً، فماتت أمهما فاقتسما الليل بينهما، ثم مات علي فقام الحسن الليل كله»، وأن أبا سليمان الداراني قال: «ما رأيت أحداً الخوف أظهر علىٰ وجهه من الحسن بن صالح قام ليلة بعم يتساءلون فغشي عليه، فلم يختمها إلىٰ الفجر». ولد رحمه الله تعالىٰ سنة مئة، ومات سنة تسع وستين ومئة.