جعفر بن سليمان الضبعي البصري
24-03-2023
[16] جعفر بن سليمان الضبعي البصري أبو سليمان، عدّه ابن قتيبة من رجال الشيعة في «معارفه»، وذكره ابن سعد فنص علىٰ تشيعه ووثاقته، ونسبه أحمد بن المقدام إلىٰ الرفض، وذكره ابن عدي فقال: «هو شيعي أرجو أنه لا بأس به، وأحاديثه ليست بالمنكرة، وهو عندي ممن يحمد أن يقبل حديثه».
وقال أبو طالب: «سمعت أحمد يقول: لا بأس بجعفر بن سليمان الضبعي، فقيل لأحمد: إن سليمان بن حرب يقول: لا يكتب حديثه، فقال: لم يكن ينهىٰ عنه، وإنما كان جعفر يتشيع، فيحدث بأحاديث في علي.. الخ».
وقال ابن معين: «سمعت من عبدالرزاق كلاماً استدللت به علىٰ ما قيل عنه من المذهب فقلت له: إن أساتذتك كلهم أصحاب سنّة، معمر، وابن جريح، والأوزاعي، ومالك وسفيان، فعمّن أخذت هـٰذا المذهب؟ فقال: قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي، فرأيته فاضلاً حسن الهدي، فأخذت عنه هـٰذا المذهب» مذهب التشيع.
قلت: لكن محمد بن أبي بكر المقدمي كان يرىٰ العكس، فيصرح بأن جعفراً إنما أخذ الرفض عن عبدالرزاق، ولذا كان يدعو عليه فيقول: «فقدت عبدالرزاق ما أفسد بالتشيع جعفراً غيره». وأخرج العقيلي بالإسناد إلىٰ سهل بن أبي خدوثة، قال: «قلت لجعفر بن سليمان: بلغني أنك تشتم أبا بكر وعمر. فقال: أما الشتم فلا، ولكن البغض ما شئت».
وأخرج ابن حبان في «الثقات» بسنده إلىٰ جرير بن يزيد بن هارون، قال: «بعثني أبي إلىٰ جعفر الضبعي فقلت له: بلغني أنك تسبّ أبا بكر وعمر. قال: أما السبّ فلا، ولكن البغض ما شئت، فإذا هو رافضي.. الخ»([1]).
وترجم الذهبي جعفراً في «الميزان» فذكر من أحواله كل ما سمعت، ونص علىٰ أنه كان من العلماء الزهاد علىٰ تشيعه، وقد احتجّ به مسلم في «صحيحه»، وأخرج عنه أحاديث قد انفرد بها، كما نص عليه الذهبي، وأشار إليها في ترجمة جعفر. ودونك حديثه في «الصحيح» عن ثابت البناني، والجعد بن جعفر، وأبي عمران الجوني، ويزيد بن الرشك، وسعيد الجريري، روىٰ عنه قطن بن نسير، ويحيىٰ بن يحيىٰ، وقتيبة، ومحمد بن عبيد بن حساب، وابن مهدي، ومسدد. وهو الذي ــ حدّث عن يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين، قال: «بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرية استعمل عليهم علياً..» الحديث، وفيه ــ: «ما تريدون من علي، علي مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي». أخرجه النسائي في «صحيحه»، ونقله ابن عدي عن «صحيح النسائي»، نص الذهبي علىٰ ذٰلك في أحوال جعفر من «الميزان». مات في رجب سنة ثمان وسبعين ومئة، رحمه الله تعالىٰ.
([1]) تنبيه: حذف عبدالحسين تتمّة كلام ابن حبّان وهي: «يضع الحديث». فهذا هو مقدار الأمانة عند عبدالحسين!