[13] جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي الكوفي، ترجمه الذهبي في «ميزانه» فذكر أنه أحد علماء الشيعة. ونقل عن سفيان القول بأنه سمع جابراً يقول: «انتقل العلم الذي كان في النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلىٰ علي، ثم انتقل من علي إلىٰ الحسن، ثم لم يزل حتىٰ بلغ جعفراً الصادق وكان في عصره (ع). وأخرج مسلم في أوائل «صحيحه» عن الجراح، قال: «سمعت جابراً يقول: عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر الباقر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلها».

وأخرج عن زهير، قال: «سمعت جابراً يقول: إن عندي لخمسين ألف حديث، ما حدثت منها بشيء ــ قال ثم حدث يوماً بحديث فقال: هـٰذا من الخمسين ألفاً». وكان جابر إذا حدث عن الباقر يقول ــ كما في ترجمته من «ميزان» الذهبي: «حدثني وصي الأوصياء». وقال ابن عدي ــ كما في ترجمة جابر من «الميزان» ـ: «عامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة»، وأخرج الذهبي ــ في ترجمته من «الميزان» ــ بالإسناد إلىٰ زائدة قال: «جابر الجعفي رافضي يشتم».

قلت: ومع ذٰلك فقد احتجّ به النسائي، وأبو داود فراجع حديثه في سجود السهو من «صحيحيهما»، وأخذ عنه شعبة، وأبو عوانة، وعدة من طبقتهما، ووضع الذهبي علي اسمه ــ حيث ذكره في «الميزان» ــ رمزي أبي داود والترمذي إشارة إلىٰ كونه من رجال أسانيدهما، ونقل عن سفيان القول: بكون جابر الجعفي ورعاً في الحديث، وأنه قال: «ما رأيت أورع منه»، وأن شعبة قال: «جابر صدوق». وأنه قال أيضاً: «كان جابر إذا قال أنبأنا وحدثنا وسمعت، فهو من أوثق الناس»، وأن وكيعاً قال: «ما شككتم في شيء فلا تشكوا أن جابراً الجعفي ثقة»، وأن ابن عبدالحكم سمع الشافعي يقول: «قال سفيان الثوري لشعبة: لئن تكلمت في جابر الجعفي لأتكلمن فيك». مات جابر سنة ثمان أو سبع وعشرين ومئة، رحمه الله تعالىٰ.