حديث : في كل خلف من أمّتي عدولٌ
23-03-2023
[7] حديث: «في كل خلف من أمّتي عدولٌ من أهل بيتي، ينفون عن هـٰذا الدّين تحريف الضّالّين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ألا وإن أئمّتكم وفدكم إلىٰ الله، فانظروا من توفدون».
ذكره الهيتمي أيضاً بدون إسناد كسابقه([1])، وعزاه إلىٰ من يسمّىٰ بــ«الملّا في سيرته»، ولم يستطع الشيعي ــ كذٰلك ــ أن يعزوه إلىٰ شيء من كتب السُّنة، بل ولا إلىٰ كتبهم؛ فلا حجّة فيه، ولا يسمّىٰ حديثاً حتّىٰ يثبت أنه حديثٌ صحيحٌ.
ولو صحّ؛ فلا حجّة فيه علىٰ أولوية خلافة علي قبل خلافة الخلفاء الثّلاثة، أو حصر الإمامة في أهل البيت فقط رضي الله عنهم؛ لأن قوله: «من أهل بيتي»، مثل قوله في أوّله: «من أمّتي»، فكلمة «من» تبعيضيةٌ في الموضعين، وقد كان من أهل البيت من تولّىٰ إمامة الأمّة: علي والحسن رضي الله عنهما.
تنبيه:
قد ثبت عن رسول الله حديثٌ حسنٌ لغيره يتشابه مع هـٰذا الحديث الباطل في بعض جمله الخاصّة بالعدول الذين ينفون عن الدّين التّحريف، وليس فيه تلك الزّيادات الباطلة التي تلقّفها الشيعي عن الهيتمي الذي راجت عليه بضاعة الوضّاعين الذين خلطوا هـٰذا الحديث الحسن لغيره بتلك الزّيادات الباطلة؛ ليروجوا بدعتهم واعتقادهم الفاسد.
وأمّا لفظ الحديث المقصود فهو: «يحمل هـٰذا العلم من كل خلف عدوله؛ ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين»، وقد روي عن جماعة من أصحاب رسول الله من طرق كلها معلّة، عدا طريق أبي أمامة الباهلي، ويقويه مرسل إبراهيم بن عبدالرّحمٰن العذري، وهو علىٰ أقلّ أحواله حسنٌ لغيره([2]).
([1]) «الصّواعق المحرقة» (2/441).
([2]) انظر: «إرشاد الفحول إلىٰ تحرير النقول في تصحيح حديث العدول» لسليم الهلالي (ص24).