الباب الأول:

حول الإمامة والمذهب
وهي محتوىٰ المراجعات (1 ــ 18)

 

المراجعة المنسوبة لشيخ الأزهر سليم البشري رقم [1]

6 ذي القعدة سنة 1329 هـ

سلام علىٰ الشريف العلامة الشيخ عبدالحسين شرف الدين الموسوي ورحمة الله وبركاته.

إني لم أتعرّف فيما مضىٰ من أيامي دخائل الشيعة، ولم أبل أخلاقهم، إذ لم أجالس آحادهم، ولم أستبطن سوادهم. وكنت متلعلعاً إلىٰ محاضرة أعلامهم، حران الجوانح إلىٰ تخلل عوامهم، بحثاً عن آرائهم، وتنقيباً عن أهوائهم، فلما قدر الله وقوفي علىٰ ساحل عيلمك المحيط، وأرشفتني ثغر كأسك المعين، شفىٰ الله بسائغ فراتك أوامي، ونضح عطشي، وألية بمدينة علم الله ــ جدك المصطفىٰ ــ وبابها ــ أبيك المرتضىٰ ــ إني لم أذق شربة أنقع لغليل، ولا أنجع لعليل، من سلسال منهلك السلسبيل، وكنت أسمع أن من رأيكم ــ معشر الشيعة ــ مجانبة إخوانكم ــ أهل السنّة ــ وانقباضكم عنهم، وأنكم تأنسون بالوحشة، وتخلدون إلىٰ العزلة، وأنكم. وأنكم. لكني رأيت منك شخصاً رقيق المنافثة، دقيق المباحثة، شهي المجاملة، قوي المجادلة، لطيف المفاكهة، شريف المعاركة، مشكور الملابسة، مبرور المنافسة، فإذا الشيعي ريحانة الجليس، ومنية كل أديب.

وإني لواقف علىٰ ساحل بحرك اللجي، استأذنك في خوض عبابه والغوص علىٰ درره، فإن أذنت غصنا علىٰ دقائق وغوامض تحوك في صدري منذ أمد بعيد، وإلا فالأمر إليك وما أنا فيما أرفعه بباحث عن عثرة، أو متتبع عورة، ولا بمفند أو مندد، وإنما أنا نشّاد ضالة، وبحّاث عن حقيقة، فإن تبين الحق، فإن الحق أحق أن يتبع وإلا فإنا كما قال القائل:

نحــن بما عنــدنا وأنــت بما       

                                            عنــدك راض والرأي مختلــف

وسأقتصر ــ إن أذنت ــ في مراجعتي إياك علىٰ مبحثين، أحدهما في إمامة المذهب أصولاً وفروعاً، وثانيهما في الإمامة العامة، وهي الخلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وسيكون توقيعي في أسفل مراجعاتي كلها (س) فليكن توقيعك (ش) وأسلفك رجاء العفو عن كل هفو والسلام.