المبحثُ الثاني

أهمُ الأحداثِ في خلافةِ معاويةَ  رضي الله عنه

  كَانَت خِلَافةُ مُعَاويةَ خَيراً لِلْمُسْلِمينَ؛ إِذِ انْتَهَتْ مُدَّةُ الفَوْضَىٰ والقِتَالِ وانْقَطَعَ طَمَعُ الأَعْدَاءِ باسْتِعَادَةِ مَا أَخَذَه مِنْهُم المُسْلِمُونَ، وذَلِكَ أَنَّ المُسْلِمينَ اجْتَمَعَتْ كَلِمَتُهُم عَلَىٰ رَجُلٍ وَاحدٍ، فَوَجَّهُوا قُوَّتَهُم لِلْخَارجِ حَيثُ رُفِعَتْ رايَةُ الجِهَادِ وعَادَتِ الفُتُوحَاتُ، وَسَارَ مُعَاويةُ بِالنَّاسِ سِيرَةً حَسَنةً، فَقَرَّبَ مَا كَانَ بَعيداً، ولَمْ يَبْقَ في أَيَّامه مُعَارِضٌ لَه، بَلْ كُلٌّ دَخَلَ في طَاعَتِه ــــ إلَّا مَا كَانَ من شِرْذِمةٍ قَلِيلةٍ من الخَوَارِجِ ــــ، واشْتُهِرَ في عَهْدِ مُعَاويةَ مَا يُسمَّىٰ بالصَّوَائِفِ والشَّوَاتِي، وهي غَزْوُ الشِّتَاءِ وغَزْوُ الصَّيفِ.