يومُ الخندقِ
20-03-2023
خَرَجَ يومَ الخندقِ لملاقاةِ عمرِو بنِ عَبْدِ وُدٍّ، فقال: يا عمرُو كُنْتَ عاهدتَ اللهَ ألا يَدْعوكَ رَجَلٌ من قريشٍ إلىٰ أَحَدِ خَلَّتيْنِ إلّا أخذتَها منه. فقال له: أجلْ. قال عليٌّ: فإِنِّي أَدْعوكَ إلىٰ اللهِ ورسولهِ إلىٰ الإسلامِ. قال عمرُو: لا حاجَةَ لي بذلك. قال عليٌّ: فإِنِّي أَدْعُوكَ إلىٰ النِّزالِ. قال له: لِمَ يا ابنَ أخي؟ فوالله ما أحبُّ أن أقتلَكَ. قال له عليٌّ: لكني واللهِ أُحِبُّ أن أقتلَكَ. فَحَمَىٰ عمرٌو عندَ ذلك فاقتحمَ عن فَرَسِهِ فَعَقَرَهُ وَضَرَبَ وَجْهَهُ ثم أقبلَ علىٰ عليٍّ فتنازلا وتَجَاوَلا، فَقَتَلَهُ عليٌّ. وكان عمرٌو قد قال:
وَلَقَد بَحَحْتُ من النِّداء
لجَمْعِهم هَل مِنْ مُبَارز
وَوَقَفْت إذ جَبُنَ المُشَجَّعُ
مَوقِفَ القَرْنِ المُناجز
ولذاك إِنِّي لَمْ أَزَلْ
مُتَسرِّعا قِبَلَ الهَزاهز
إنَّ الشجاعَةَ في الفَتىٰ
والجودَ مِنْ خَيرِ الغَرائز
فَرَدَّ عَلَيْهِ عَلِيٌ قائِلاً:
لا تَعْجَلَنَّ فَقَدْ أَتَاكَ
مُجِيبُ صَوْتِكَ غَيْرُ عَاجِزِ
في نِيّةٍ وَبَصِيرَةٍ
والصِّدْقُ مَنْجَىٰ كُلِّ فَائِزِ
إنِّي لَأرْجُو أَنْ أُقِيمَ
عَلَيْكَ نَائِحَةَ الْجَنَائِزِ
مِنْ ضَرْبَةٍ نَجْلَاءَ يَبْـ
ـقَىٰ ذِكْرُها عِنْدَ الْهَزَاهِزِ([1])
([1]) «علي بن أبي طالب» للصلابي (ص٩٩). وانظر: «البداية والنهاية» حوادث سنه ٥هـ، غزوة الخندق.