هَلْ وَأَد([1]) عمرُ ابنته؟

  قالَ بَعْضُهم: إنه  رضي الله عنه كان جالساً مع بعض أَصحابهِ إِذ ضَحَكَ قليلاً، ثمَ بَكىٰ، فَسَأَله مَنْ حَضَر؟

  فقالَ: كُنَّا في الجاهليةِ نَصْنعُ صَنَماً من العَجْوةِ، فَنعْبدُهُ ثُم نَأْكُله، وهذا سَبَبُ ضَحِكي، أما بُكائي؛ فلأَنَّه كانت لي ابنةٌ، فَأَرَدْتُ وَأْدَها، فَأَخَذْتُها مَعي، وَحَفْرتُ لها حُفْرةً، فَصارت تَنْفُضُ الترابَ عن لحِيْتَي، فَدَفنتهُا حَيَّةً.

  وهَذه القِصَّةُ لا تَصِحُّ، ولم يُشْتَهَر في بني عَدِيٍّ ولا أُسْرَةِ الخطَّابِ وَأْدُ البناتِ، ولقد عاشَتْ منها فاطمةُ أُخْتُ عُمَر، وحفصةُ أم المؤمنين أكبرُ بَناتِه، ووُلِدَت حَفْصَةُ قَبل البعثةِ بخمسِ سنواتٍ، فَلَمْ يئِدْها، فلماذا وَأَدَ الصُّغرىٰ المزعومة؟! ولماذا انْقَطَعَتْ أخبارُها، فلم يذكرها أَحَدٌ من إخوانها وأخواتها([2]).

 

([1])    الوأد: هوَ أَنْ تُدْفَنَ البِنْتُ المَوْلودَةُ وَهِيَ حَيَّةٌ.

([2])   انظر: «دراسة نقدية في المرويات في شخصية عمر  بن الخطاب» لعبد  السلام آل عيسىٰ (١/١١٢).