بِيضٌ سَوَابِغُ قدْ شُكَّتْ لها حَلَقٌ ... كأنَّها حَلَقُ القَفْعَاءِ مَجْدُولُ

بيضٌ: جمعُ أبيضَ وبيضاءَ، يعني بها الدروعَ. والسوابغُ: جمعُ سابغةٍ، وهيَ التامَّةُ من الدروعِ وغيرِها. وقولُهُ: (قدْ شُكَّتْ)، ويُرْوَى: سُكَّتْ، بالسينِ غيرِ مُعجمةٍ. فَمَنْ رَوَى بالشينِ فإنَّهُ أرادَ: إِدْخَالَ حَلَقَةٍ في حَلَقَةٍ، وإنَّما يكونُ ذلكَ في الدُّرُوعِ المُضَاعفةِ، وأَصْلُ الشكِّ إدخالُ الشيءِ في الشيءِ، يُقَالُ: شَكَّهُ بالرمحِ وبالسهمِ إذا جمعَ بينَ الشيئَيْنِ بالرمحِ أو السهمِ. ومنْ رَوى بالسينِ فهوَ من الضيقِ، وأصْلُ السَّككِ الضيقُ، كأنَّهُ ضايقَ بينَ حَلَقِ الدِّرعِ، ومنهُ: أُذُنٌ سَكَّاءُ، قالُوا: هيَ التي لا يَبِينُ لها نِتُوٌّ كآذانِ الطيرِ، قالَ النَّابِغَةُ يصفُ قَطَاةً:

حَذَّاءُ مُدْبِرَةً سَكْتَاءُ مُقْبِلَةً للماءِ في النَّحْرِ منها نَوْطَةٌ عَجَبُ

وقالُوا: هيَ الصِّفَةُ منْ قولِهِم: اسْتَكَّتِ الأُذُنُ إذا اشْتَدَّتْ. والقَفْعَاءُ: نبتٌ ينبسطُ على وجهِ الأرضِ لهُ حَلَقٌ كحَلَقِ الدروعِ. والمَجْدُولُ: المُحْكَمُ الصَّنْعَةِ.