من قصيدة بانت سعاد: منهُ تَظَلُّ سِبَاعُ الجَوِّ ضَامِزَةً ... ولا تَمَشَّى بِوَادِيهِ الأَرَاجِيلُ
17-02-2023
منهُ تَظَلُّ سِبَاعُ الجَوِّ ضَامِزَةً ... ولا تَمَشَّى بِوَادِيهِ الأَرَاجِيلُ
الضَّمِيرُ .... + في (منهُ) للخَادِرِ. ضَامِزَةٌ، أيْ: مُمْسِكَةٌ، والضَّمْزُ: الإمساكُ. والأَرَاجِيلُ: الرَّجَّالةُ، وتمَشَّى بمعنى: يَمْشِي، قالَ الشاعرُ:
وخَيْفَاءَ أَلْقَى الليثُ فيها ذِرَاعَهُ ... فَسَرَّتْ وَسَاءَتْ كُلَّ مَاشٍ ومُصْرِمِ
تَمَشَّى بها الدَّرْمَاءُ تَسْحَبُ قُصْبَهَا كأنْ بَطْنُ حُبْلَى ذَاتِ أَوْنَيْنِ مُتْئِمِ
يصفُ روضةً كثيرةَ النباتِ. وخَيْفَاءُ: فيها ألوانُ الزهرِ، وكلُّ لوْنَيْنِ مُختلفَيْنِ فهوَ أَخْيَفُ. وقولُهُ: (أَلْقَى الليثُ فيها ذِرَاعَهُ)، يعني: أنَّها مُطِرَتْ بنَوْءِ الأسدِ. والماشي: الذي معهُ مَاشِيَةٌ، يُقَالُ: أَمَشَّى الرجلُ فهوَ مَاشٍّ إذا كَثُرَتْ مَاشِيَتُهُ، والقياسُ مَمَشِّي، إلاَّ أنَّ الأكثرَ والمسموعَ مَاشٍّ، كما قالُوا: يَفِعَ الغلامُ فهوَ يَافِعٌ، ـ وَأَيْفَعَ الثمرُ فهوَ يافعٌ. وقالُوا: مُمْشٍ، وهوَ قليلٌ جِدًّا، والصِّرْمُ: الذي ذَهَبَتْ ماشِيَتُهُ، أيْ: فَسَرَّتْ هذهِ الروضةُ صاحبَ الماشيَةِ وسَاءَتْ الذي ذهَبَتْ ماشيتُهُ. وقولُهُ (تَمَشَّى بِهَا الدَّرَمْاءُ)، تَمَشَّى بمعنى: مُمِشٍّ، والدَّرْمَاءُ: الأرْنَبُ، والقُصْبُ: المِعَا، والجمعُ أَقْصَابٌ.
يعني أنَّ الأرنبَ تَسْحَبُ بطْنَها في هذهِ الروضةِ كأنَّهْ بطنُ حُبْلَى. وقولُهُ: ذَاتِ أَوْنَيْنِ، أيْ ذاتِ ثِقْلَيْنِ، والأَوْنُ الثِّقَلُ. ومُتْئِمِ: في بَطْنِها وَلَدَانِ، أيْ تَظَلُّ سِبَاعُ الجوِّ منْ خوفِ هذا الأسدِ ممسكةً ولا يَقْرَبُ وَادِيَهُ أحدٌ، ويُرْوَى: منهُ تَظَلُّ حَمِيرُ الوَحْشِ ضَامِزَةً.