منْ خَادِرٍ منْ لُيُوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ ... مِنْ بَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ

أيْ: منْ أسدٍ خادرٍ، ومعنى خادرٍ؛ أيْ: داخلٍ في الخِدْرِ، يُقَالُ: خَدِرَ الأسدُ وأَخْدَرَ فهوَ خادرٌ ومُخْدِرٌ. عَثَّرُ: موضعٌ؛ وهوَ أحدُ ما جاءَ على فَعَّلَ، منها بَذَّرُ: موضعٌ، وبَقَّمُ وصَبَّغُ، وخَضَّمُ: لَقُبٌ لعَنْبَرَ بنِ عَمْرِو بنِ تميمٍ، وخَضَّمُ: اسمُ مَوْضِعٍ زَعَمُوا أنَّهُم إنَّما سَمَّوْا بذلكَ الخَضْمَ، وهوَ المَضْغُ بالأضراسِ، قالَ الشاعرُ:

لَوْلا الأعادِي ما سَكَنَّا خَضَّمَا ولا ظَلَّلْنَا بالمَشَائِيَ قُيَّمَا

يُرِيدُ ما سكَنَّا بلادَ خَضَّمَ؛ أيْ: بلادَ تَمِيمٍ، وخَضَّمُ منهم، والمَشَائِي: جمعُ مَشَاءَةَ، وهيَ الزبيلُ الذي يُطْرَحُ فيهِ الترابُ إذا خرجَ من البئرِ.
قالَ زُهَيْرٌ في عَثَّرَ:

لَيْثٌ بعَثَّرَ يَصْطَادُ الرِّجَالَ إذا ... ما الليثُ كَذَّبَ عنْ أَقْرَانِهِ صَدَقَا

والغِيلُ: موضعُ الأسدِ، ويُرْوَى: (منْ ضَيْغَمٍ منْ ضَرَّاءِ الأُسْدِ). وضَيْغَمٌ، فَيْعَلٌ وهوَ من الضَّغْمِ، وهوَ العَضُّ، وضِرَاءٌ جمعُ ضَارٍ، يُقَالُ: أسدٌ ضَارٍ، والجمعُ ضِرَاءٌ، منْ قَوْلِهِم ضَرِيَ بكذا وكذا إذا لَهِجَ بهِ.