شَدَّ النَّهَارِ ذِرَاعَا عَيْطَلٍ نَصَفٍ ... قَامَتْ فَجَاوَبَهَا نُكْدٌ مَثَاكِيلُ

شَدَّ النَّهَارِ: أي ارتفاعَهُ، يُرِيدُ كأنَّ أَوْبَ يَدَيْهَا شدَّ النهارِ، وقولُهُ: ذِرَاعَا عَيْطَلٍ، مُرْتَفِعٌ لأنَّهُ خبرُ كانَ، والتقديرُ: كأنَّ أَوْبَ ذِرَاعَيْهَا في هذهِ الحالاتِ أَوْبَ ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ، ثمَّ حَذَفَ المُضَافَ وأقامَ المضافَ إليهِ مُقَامَهُ فأعْرَبَهُ بإعرابِهِ. والعَيْطَلُ: الطَّوِيلَةُ، والنَصَفُ: بينَ الشَّابَّةِ والكَهْلَةِ، والنُّكْدُ: اللاَّتِي لا يعيشُ لَهُنَّ ولدٌ، أيْ: كأنَّ ذِرَاعَيْ هذهِ الناقةِ في سُرْعَتِها في السَّيْرِ ذِرَاعَا هذهِ المرأةِ في اللَّطْمِ لمَّا فقَدَتْ ولدَها وجَاوَبَتْهَا نساءٌ مَثَاكِيلُ قدْ فَقَدْنَ أوْلادَهُنَّ. وهذهِ كالَّذِي ذكَرَهُ المُثَقَّبُ العَبْدِيُّ في قوْلِهِ:

كأنَّما أَوْبُ يدَيْها إلى حَيْزُومِها فوقَ حَصَى الفَدْفَدِ
نَوْحُ ابْنَةِ الجَوْنِ على هَالِكٍ تَنْدُبُهُ رافِعَةَ المِجْلَدِ

المِجْلَدُ: جلدٌ كَانَت النائحةُ تَأْخُذُهُ فَتَضْرِبُ صدْرَها، وابنةُ الجَوْنِ: نائحةٌ كانتْ في الجاهلِيَّةِ.