التوسل
16-02-2023
التوسل هو التوصل، ومنه قول الله تعالىٰ: ﴿ أُولَئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾ [الإسراء: 57]، وقوله: ﴿ يَاأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوا ٱتَّقُوا ٱللَّهَ وَٱبْتَغُوا إِلَيْهِ ٱلْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]
قال الطبري: القربة والزلفة([1])
والتوسل المشروع ينقسم إلىٰ ثلاثة أقسام
القسم الأول: التوسل إلىٰ الله بأسمائه الحسنىٰ الواردة في كتابه وسنة رسوله ﷺ كما قال الله تعالىٰ: ﴿وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَاءُ ٱلْحُسْنَى فَٱدْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف]
القسم الثاني: التوسل إلىٰ الله بالأعمال الصالحة التي تقوم بها، كأن تتوسل إلىٰ الله بالإيمان به واتباع رسوله ﷺ ومحبته، ومن هٰذا النوع قول الله تعالىٰ: ﴿ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ [آل عمران] ومن ذلك توسل النفر الثلاثة بأعمالهم عندما انطبقت عليهم الصخرة وهم في الغار، فاستجاب الله دعاءهم وفرج همهم([2])
القسم الثالث: التوسل إلىٰ الله تعالىٰ بدعاء الصالحين الأحياء، بأن تطلب من أخيك الحي أن يدعو الله لك
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا قحطوا استسقىٰ بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. قال: فيسقون([3])
ومن ذلك قول النبي ﷺ لعمر رضي الله عنه: «يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم علىٰ الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فطلب عمر أن يستغفر له، ففعل([4])
وبعد
تُرىٰ ما أحوج الأمة اليوم لدعائنا؟
كم تحتاج الأمة اليوم لدعائنا؟
ندعو لأنفسنا.. ندعو لأقاربنا.. ندعو لإخواننا المسلمين.. ندعو لحكامنا.. ندعو لولاة أمورنا.. ندعو لجميع المسلمين
إن الأمة اليوم محتاجة جداً أن يقوم منها أناس صالحون يدعون الله تبارك وتعالىٰ حال كونهم مخلصين له سبحانه وتعالى
نسأل الله تبارك وتعالىٰ أن يوفقنا إلىٰ كل خير، وأن يجعلنا ممن يدعون ربهم رغباً ورهباً، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلىٰ الله وسلم وبارك علىٰ نبينا محمد، وعلىٰ آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين
([2]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (2111) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
([3]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (954) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه