من قصيدة بانت سعاد: لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلاَّ في نُحُورِهِمُ ... وما لهمْ عنْ حياضِ الموتِ تَهْلِيلُ
17-02-2023
لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلاَّ في نُحُورِهِمُ ... وما لهمْ عنْ حياضِ الموتِ تَهْلِيلُ
يعني أنَّهُم لا ينهزمونَ فيقعُ الطَّعْنُ في ظُهُورِهِمْ، وإنَّما يُقْدِمُونَ إقداماً في الحروبِ، فيقعُ الطعنُ إذا قَدِمُوا في نُحُورِهِم، ويُقَالُ: هَلَّلَ عنْ كذا وكذا، إذا نَكَصَ عنهُ وتأَخَّرَ، يقولُ: هُمْ شُجْعَانٌ ليسَ لَهُمْ تأخُّرٌ عنْ حياضِ الموتِ إذا تَأَخَّرَ غيرُهم عنها ونَكَصَ. تَمَّت القصيدةُ.
قالَ كعبُ بنُ زُهَيْرٍ: فلَمَّا خَتَمْتُ القصيدةَ رَمَى عَلَيَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بُرْدَةً كانتْ عليهِ، فلَمَّا كانَ زمانُ معاويَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ بعثَ إلى كعبِ بنِ زُهَيْرٍ: (بِعْنَا بُرْدَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعشَرةِ آلافٍ)، فَوَجَّهَ إليهِ الجوابَ: (ما كُنْتُ لأُوثِرَ بثوبِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أحداً). فلمَّا ماتَ كعبٌ بعثَ معاويَةُ إلى أَوْلادِهِ بعشرينَ ألفاً، وأخذَ منهم البُرْدَةَ وهيَ البُرْدَةُ التي عندَ السلاطينِ إلى عصْرِنا هذا.